إيلان

10 أكتوبر 2016
سمعان خوّام/ لبنان
+ الخط -
في الرابعة فجراً، وبينما كان منهمكاً بحروبٍ لا أذكرها 
اقتحمْتُ العالم من شبّاكه البحريّ المكسور
ببلوزة حمراء وبنطلون أزرق قصير
على رأس كتيبةٍ منكّسة الأحلام من طفولاتٍ هاربة ومُتعَبَة
أحكَمَتْ سيطرتها على ثكناته النائمة دون أن تُسْفَك قطرةُ نور واحدة
قفزتُ بين شظايا الماء من عالم منهار إلى آخر
سادّاً أنفي عن روائح الواقع الكريهة
ومنجذباً، كعادتي، لضجّة الياسمين المشاغب الذي ينمو سريعاً في حديقة دمي الصغيرة
فأربكْتُ جسماً غماميّاً لم يتعوّدْ أن يحضن البحر بهذه القوّة
دون أن ينهمر بعيداً ووحيداً
إلاّ أنّي هبطت بخفّة الملائكة الضَّجِرين على شاطئ مبقّع بسماوات أرضيّة
لم تتمكّن القسوة من تنظيفه تماماً
من فضلات النجوم
بعد انتهاء وليمة العنف اليوميّة
حيث يُقَوّم أنبياءٌ كُثُر اعوجاج الكون بحدّ السيف وبتفويضٍ شاعريّ من الآلهة
لوى الخوف يدي الممدودة لآخرها لمصافحة رمل حياتي الشحيح..
واستلال الضحك الجريح من غمدٍ في خاصرة الريح
أيّ طيشٍ! أيّ خيال!
أبي يقول: لولا ذاك الطيش لازدادت الحروب وطأةً
ولولا ذاك الخيال ... لمُتُّ.


المساهمون