قرر الاتحاد المصري لتنس الطاولة إيقاف عمر عصر، نجم المنتخب المصري المحترف بصفوف فريق دوسلدورف الألماني، لمدة عام، بدعوى إساءته إلى مصر خلال دورة ألعاب البحر المتوسط التي أقيمت في إسبانيا مؤخراً.
وجاء قرار الإيقاف بعد التحقيق مع اللاعب الموجود في ألمانيا من قبل مسؤولي الاتحاد المصري، عن طريق "الفيديو كونفرانس" لوجوده في ألمانيا.
وبعد قرار الإيقاف والتحذير من تكرار الواقعة يغيب اللاعب عن البطولة الأفريقية التي تقام بموريشيوس في شهر أغسطس/ آب المقبل، وسبق حرمان مصر من ميدالية ذهبية كان المرشح الأول لها في دورة ألعاب البحر المتوسط بعد قرار ترحيله من إسبانيا، لنفس السبب.
وبدأت أزمة عصر بعد أن أصدرت إدارة البعثة المصرية في دورة ألعاب البحر المتوسط قرارا بترحيل اللاعب بإجماع المسؤولين عن البعثة واللعبة، مع إبلاغ اللجنة المنظمة للدورة بعدم استكمال اللاعب مبارياته في البطولة وتغيير موعد رحيله.
واتهمت إدارة البعثة اللاعب بالإساءة إلى مصر خلال مباراته مع لاعب تركي، وردت عليه في بيان الترحيل بقولها: "تمثيل مصر شرف ليس قبله أو بعده شرف، وعلى من لا يفهم ذلك أن يتحمل عاقبة إساءته للوطن، ليعلم القاصي والداني أن مصر فوق الجميع".
ورد البطل المصري من مدينة تراغوانا الإسبانية، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، على القرار بتدوينة قال فيها: "أنا أتشرف بتمثيل مصر بلدي في أي وقت، وفي كل وقت، وفي كل مكان.. "فدعا ربه أني مغلوب فانتصر" صدق الله العظيم.. دعواتكم ليا، يا رب يا عظيم".
ويعد عمر عصر المصنف الأول على دورة ألعاب البحر المتوسط، وكان مرشحا للميدالية الذهبية، وهو حامل اللقب في مسابقة فردي الرجال، ولم يكن طموحه الوصول إلى النادي الأهلي، بل حلم بالاحتراف بمساعدة عائلته الرياضية، ووصل إلى المنتخب المصري للناشئين، وهو في الثانية عشرة من عمره، وبعد منحة من الاتحاد الدولي سافر إلى السويد واحترف في نادي فالكون، وحقق نتائج إيجابية، وفي الثامنة عشرة من عمره ظهر كنجم حقيقي، وحصل على الميدالية الفضية في كأس العالم للناشئين عام 2008 بالسويد وفي عام 2009 باليابان.
وحصل عصر على لقب أفضل ناشئ في بطولة العالم عام 2009 في كولومبيا، وتم اختياره ضمن تشكيلة منتخب العالم عام 2010 التي واجهت إنكلترا، وفاز في المباراتين التي لعبهما، وحقق لقب دورة الألعاب الأفريقية عام 2011، كما حصد ذهبية دورة ألعاب البحر المتوسط عام 2013 بتركيا.
ويتطلع اللاعب المصري للوصول إلى قائمة أفضل ثمانية لاعبين على مستوى العالم، وهو أول لاعب عربي وأفريقي يدخل ضمن قائمة أفضل 20 لاعباً في التصنيف الدولي لتنس الطاولة.
وكانت أزمة شديدة قد وقعت بين اللاعب واتحاد اللعبة العام الماضي بسبب تجاهل الاتحاد له، وعدم إرسال مدرب خاص به في بطولة كأس العالم التي أقيمت ببلجيكا، ما استدعى منه قطع الصلة مع الاتحاد، على أن يتعامل مدير أعماله معه حتى أولمبياد طوكيو 2020، ووقتها أصدر اللاعب بياناً جاء فيه: "بطولة كأس العالم وأفضل 20 لاعباً في العالم. أنا اللاعب الوحيد الذي يشارك لوحده، كل لاعب بلده أرسلت معه مدرباً وطبيباً أو مدرباً للياقة أو الأحمال على الأقل حتى نيجيريا. على فكرة أنا بقالي 6 سنين أشارك في 90% من البطولات لوحدي. وبقالي 16 شهر بلدي صرفت عليّ في بطولة واحدة فقط وهي نيجيريا المفتوحة، والباقي أنا تحملت التكلفة بالكامل وصرفت مليون و200 ألف جنيه من جيبي. الوضع الغريب. احنا بنحاول ننافس أفضل 20 لاعبا في العالم ما قدرش لوحدي. ما قدرش أتدرب لوحدي كل يوم. مدرب النادي بريمن مسؤول عن 12 لاعباً في الفريق الأول فقط. مفيش لاعب في أول 100 على العالم مالوش ميزانية محددة من بلده كل سنة. أنا قطعت صلتي بالاتحاد تماماً ومدير أعمالي هو اللي هيتولى التواصل بيني وبينهم إلى أولمبياد طوكيو 2020. الوضع لا يليق بمصر".
ورد اتحاد تنس الطاولة على هذا البيان بالتأكيد أن الاتحاد يدعم اللاعب واتفق معه على إرسال مدرب، إلا أن اللاعب تمسك بالمدرب شرف حلمى، في الوقت الذي تم حجز جواز سفره هذا المدرب في سفارة كندا 18 يوماً، لكونه مديراً فنياً لمنتخب السيدات وليس الرجال، وتم عرض أسماء مدربين آخرين على اللاعب لكنه رفض، كما وفر الاتحاد عقد رعاية له إلا أنه تعاقد مع شركة من طرفه.