أكدت إيطاليا رفضها أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، معتبرة أنّه "لن يشكل حلاً للصراع" في ضوء حرب اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس، محذرة من أنّ أي تدخل قد يتسبب بنزوح جماعي للاجئين عبر البحر المتوسط نحو أوروبا.
وأعلن حفتر، في 4 إبريل/نيسان الحالي، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام العاصمة طرابلس، بينما ردّت حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، بإطلاق عملية "بركان الغضب"، لوقف أي اعتداء على العاصمة.
وجاءت عملية حفتر قبل أيام من انطلاق مؤتمر الملتقى الوطني الجامع بمدينة غدامس، جنوب غربي ليبيا، والذي كان مقرراً غداً الأحد، تحت رعاية الأمم المتحدة، بهدف حل الأزمة الليبية وإطلاق العملية السياسية.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، في مقابلة مع صحيفة "إلفاتو كوتيديانو" اليومية، نشرت اليوم السبت، إنّ "الخيار العسكري لا يمكن أن يكون حلاً".
وأضاف، وفق ما نقلت "رويترز"، أنّ "ما يتوجّب فعله هو عقد محادثات بمشاركة كل الأطراف في محاولة لوقف القتال" الذي دفع 4500 شخص على الأقل من سكان طرابلس للنزوح من ديارهم.
ودعمت إيطاليا، وهي مستثمر كبير في قطاع النفط الليبي، حكومة السراج. واستضافت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مؤتمر باليرمو بشأن الأزمة الليبية، والذي انتهى بنتائج لم تصغ على شكل اتفاق، وغاب حفتر عن صياغته.
وحذر كونتي من أنّ "أي تدخل عسكري محتمل قد يدفع الكثير من الليبيين للفرار عبر البحر المتوسط نحو جنوب أوروبا"، منبّهاً إلى أنّه "ثمة خطر حقيقي من تفاقم الأزمة الإنسانية".
وتعتبر ليبيا حالياً نقطة انطلاق للمهاجرين من الدول الأفريقية في جنوب الصحراء الكبرى.
وانتقدت الحكومة الإيطالية الحالية مراراً تدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو" في ليبيا عام 2011، والذي أدى للمساهمة في الإطاحة بمعمر القذافي، وقالت إنّه تسبب في حالة من انعدام الأمن والفوضى في البلاد، ولم يسهم في إحلال السلام.
ويحظى حفتر بدعم من مصر والإمارات والسعودية، بينما تتجنب روسيا وفرنسا الانحياز في العلن إلى صالحه وتؤيدانه بشكل خفي.
وفي الوقت عينه، أعلنت وزارة الدفاع الإيطالية، اليوم السبت، أنّ لديها وحدة عسكرية تضم حوالي 400 عنصر في ليبيا، مطالبة دول "الناتو" والاتحاد الأوروبي، بـ"تحمّل مسؤولية أكبر" تجاه أمن منطقة البحر الأبيض المتوسط.
جاء ذلك على لسان وزيرة الدفاع الإيطالية إليزابيتا ترينتا، في تصريح صحافي، بمؤتمر "الدفاع المشترك: القوات المسلحة في خدمة المواطن"، الذي عقد، الجمعة، بمقر قيادة سرب البحرية في روما.
وأضافت ترينتا، وفق ما أوردت "الأناضول"، "نأمل اليوم، أن تتحمل جميع دول الناتو والاتحاد الأوروبي مسؤولية أكبر، ليس في مجال التعمق بالملف الليبي فقط، بل في جميع القضايا المتعلقة باستقرار وأمن منطقة المتوسط".
وأوضحت الوزيرة الإيطالية "إننا نتابع في هذه الساعات، بقلق شديد تطور الوضع في البلاد، بحصيلتها الكبيرة من الضحايا المدنيين والعسكريين".
وتابعت أنّ "خوفنا مرده إلى وجود كثير من مواطنينا في ليبيا، وكذلك من إمكانية أن يتلاشى الالتزام الميداني من قبل المجتمع الدولي، بسبب الأحداث الجارية، مذكرة بأن حضور إيطاليا في ليبيا يعود لفترة طويلة".
وأضافت أن "اليوم أكثر من أي وقت مضى، أشعر بأن من واجبي التعبير عن القرب التام من جميع الإيطاليين، من وزارة الدفاع والحكومة، للمتواجدين في ليبيا، حيث هناك وحدة عسكرية تضم حوالي 400 عنصر إجمالياً".
وأوضحت ترينتا أنّ "مقر قيادة البعثة الثنائية للمساعدة والدعم في ليبيا (ناف كابري)، يواصل في هذه الأيام العمل في ميناء طرابلس، لتوفير أنشطة الدعم لخفر السواحل والبحرية والجيش الليبي، وذلك بناء على طلب السلطات المحلية نفسها".
وتابعت "كما يوجد في طرابلس أيضاً، فريق متنقل مختص بالتدريب وتوفير الدعم الفني والخاص بالبنية التحتية، لقوات الأمن الليبية"، واختتمت حديثها بالقول إنّه "في مصراتة يعمل فريق (أبقراط) في مستشفى مخصص لأنشطة الرعاية الصحية".