إيطاليا: الإعلام اليميني يردح

05 ديسمبر 2015
وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو ألفانو يدعو الإعلام للحكمة(Getty)
+ الخط -
تواصلت الحملات المناوئة للمسلمين بعد تفجيرات باريس، ولم تسلم الصحافة الإيطالية من ذلك، بل خرج العديد من الجرائد والمواقع الاجتماعية كي تصب جام غضبها على الإسلام والمسلمين.
"الأوغاد الإسلاميون" BASTARDI ISLAMICI كان عنوان افتتاحية الصحيفة الإيطالية ليبرو LIBERO التي صدرت صباح اليوم الثاني من تفجيرات باريس الإرهابية، ما يعكس حالة الخلط بين الإرهاب والإسلام، واستثمار هذا الخلط المقصود من قبل الأحزاب والجماعات اليمينية في المجتمع الإيطالي، الأمر الذي يخلق حالة من الخوف والشعور بعدم الأمان تعاني منه الجاليات العربية والمسلمة في أعقاب مثل هذه الأعمال التي تستنكرها جملة وتفصيلا.
صاحب جريدة ليبرو الإيطالية فيتوريو فلتري VITTORIO FELTRI ، وهي صحيفة تأسست عام 2000 تمثل توجهات الليبراليين والمحافظين في إيطاليا، دافع عن هذا العنوان الذي أثار حملة من الاستهجان والاستنكار لدى الجالية العربية والمسلمة، وبرر فيتوريو العنوان بأنه طبيعي، وخاصة أن منفذي تفجيرات باريس مسلمون.
وقد اشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي والبرامج الحوارية على القنوات الإيطالية بعد التفجير الإرهابي، وكان هذا الحدث بمثابة فرصة ذهبية للأحزاب اليمينية في إيطاليا وعلى رأسها رابطة الشمال LEGA NORD الذي يترأسها ماتيو سالفيني الذي ذهب إلى أن التضامن مع باريس من خلال المسيرات والشموع والوقوف دقيقة صمت غير كاف، ولا بد من محاربة هؤلاء الإرهابين بقوة وإغلاق الحدود أمام اللاجئين الذين حمّلهم مسؤولية زعزعة الأمن في أوروبا، وأن الحديث عن إسلام معتدل مجرد هراء، وطالب بإغلاق المساجد التي هي بمثابة مصنع للظاهرة الإرهابية.
ولكن بالمقابل هناك من يرى أن ما حدث في باريس عمل إرهابي ولا علاقة للإسلام به، وهؤلاء مجرمون ولا يمكن وسم المجتمعات الإسلامية كلها بصفة الإرهاب، حيث إن وجود المافيا في إيطاليا لا يعني بالمطلق أن كل المجتمع الإيطالي مافياوي. وذهب الصحافي الإيطالي إميديو ريكوتشي AMEDEO RICUCCI بأن الخوف من ردات الفعل التي ستكون ضد الجاليات العربية والمسلمة في أوروبا كما كان في أعقاب أحداث 11 أيلول الدامية في الولايات المتحدة الأميركية، حينئذ صدرت قوانين عديدة سميت بـ Patriot Act قيدت عمل ونشاط الجاليات العربية والإسلامية في أميركا وجعلتها تحت دائرة التمييز وجرائم الكراهية والعنف على أساس اللون والدين، وهو ما يخشى أميديو ريكوتشي تكراره في الاتحاد الأوروبي بعد هجمات باريس.
على المستوى الرسمي الإيطالي أكد وزير الداخلية الإيطالي أنجيلو ألفانو ANGELINO ALFANO ضرورة عدم الخلط بين القتلة المجرمين وبين الدين الإسلامي، وأن الجالية المسلمة جزء أصيل من المجتمع الإيطالي. الإيطاليون المسلمون يدركون جيدا أنهم في بلد كبير مؤمن بحرية العبادة ويدافع عنها، ولكن كل من يخطئ ويخالف القوانين سيتعرض للطرد والاعتقال.
دلالات