حققت إيرلندا الشمالية إنجازا رفيع المقام، بعد تخطي عقبة اليونان، والوصول إلى نهائيات بطولة أمم أوروبا للمرة الأولى في تاريخها، ويسير المنتخب الإيرلندي على خطى نظيره التركي، خلال حقبتي 1996-2000، بعد المشاركة في يورو 96 ثم يورو 2000، وصعودهم إلى ربع نهائي البطولة المقامة في هولندا وبلجيكا، مع شعارهم الشهير، "اسمعي صوتنا يا أوروبا، صوت الأقدام التركية".
طريقة اللعب
تتفق إيرلندا الشمالية مع بريطانيا العظمى في الإطار الخارجي للكرة، الاعتماد على اللياقة البدنية العالية، مع الكرات الطولية، بالإضافة إلى الجري المستمر واللعب في المساحات الكبيرة، سواء في حالات الدفاع أو الهجوم، لذلك يلعب معظم أفراد المنتخب الإيرلندي في إنجلترا وإسكتلندا وبقية الدول المجاورة، إننا أمام منتخب ذي صبغة إنجليزية واضحة.
من 4-4-2 إلى التضحية بواحد من ثنائي الهجوم، والاكتفاء بمهاجم متقدم داخل منطقة الجزاء، يعاونه رباعي صريح بالخلف، ثنائي بالعمق وثنائي على الأطراف، رفقة لاعب ارتكاز دفاعي صريح، يتحرك عرضياً أمام الرباعي الأخير في الخلف، خطة 4-1-4-1 للمدرب مايكل أونيل، الرجل الذي قاد إيرلندا الشمالية إلى المجد، ووصل بها إلى نهائيات اليورو بعد أداء مميز خلال التصفيات.
وعلى عكس كافة التوقعات، يلعب الفريق الإيرلندي الشمالي بأسلوب متوازن بين الدفاع والهجوم، مع الاعتماد على اللعب الخاطف السريع، وخلال 9 مباريات بالتصفيات، سجل المنتخب 15 هدفا واستقبلت شباكه 7 أهداف، حيث يهاجم أونيل بأكثر من لاعب في الثلث الأخير، ثنائي الأطراف على الخط، مع مثلث متقدم في العمق، المهاجم الرئيسي وتحته لاعبا الوسط.
ثلاثية الحسم
أمام اليونان، فاز الإيرلنديون بثلاثة أهداف مقابل هدف، مع تألق لافت لأعضاء الفريق ككل، خصوصاً الثلاثي جوش ماغنيس، ستيفين ديفيس، وأوليفير نورود. فالمهاجم ماغنيس لعب بمفرده وسط دفاعات الإغريق، واستطاع القيام بدوره على أكمل وجه، مع تحركاته المستمرة أمام المرمى، وسحبه للاعبي الخصم من أجل إتاحة الفرصة أمام رباعي الوسط المتقدم من الخلف إلى الأمام.
ستيفين ديفيس نجم ساوثهامبتون هو اللاعب الأشهر في تشكيلة أونيل، ويلعب نجم البريميرليغ في مركز الوسط الهجومي، يعود للخلف أثناء الدفاع لغلق منطقة الارتكاز، ويصعد إلى منطقة الجزاء بالتبادل مع المهاجم ماغنيس، على طريقة صانع اللعب الوهمي في المركز 10 بالملعب.
أما النجم الثالث أوليفر نورود فيقوم بدور همزة الوصل بين الدفاع والهجوم، من خلال تمركزه المثالي أعلى دائرة المنتصف، يوزع الكرات إلى المهاجمين، ويصنع جبهة يمنى قوية رفقة زميله جيمي وارد على الخط.
86
دخل منتخب إيرلندا الشمالية التاريخ من الباب الواسع، والقصة لا ترتبط فقط بتأهله إلى نهائيات اليورو، للمرة الأولى في تاريخه، لكن أيضاً لأن يورو 2016 في فرنسا ستكون الحدث الأهم لهذا الفريق منذ عام 1986، التاريخ الذي يعود إلى نهائيات كأس العالم في المكسيك، المشاركة الكبيرة الأخيرة لإيرلندا الشمالية على مر تاريخها الكروي.
بيلي بينغهام أشهر مدرب في تاريخ إيرلندا الشمالية، هو المدير الفني الذي قاد المنتخب إلى الظهور الدولي في الثمانينات، ورغم أن المجموعة لم تحقق الشيء الكبير، إلا أن التواجد بحد ذاته يعتبر شيئاً إيجابيا بالنسبة للجمهور العاشق للمستديرة، لذلك يأمل المدرب أونيل في أن يكون أفضل حالا من أسطورته بينغهام، ويحقق شيئاً مختلفا في أمم أوروبا، بوابة إيرلندا إلى جماهير القارة العجوز.
تريد إيرلندا الشمالية الخروج من عباءة المملكة المتحدة، ومن الممكن أن تكون كرة القدم هي وسيلتهم لتحقيق ذلك، فالمنتخب الإنجليزي يمر بلحظات هبوط مستمرة في البطولات الكبيرة، فهل يسحب المنتخب المغمور البساط من تحت أقدامه، ويظهر بصورة أفضل في اليورو المقبل؟