إيران وبريطانيا تتبادلان السفراء لأول مرة منذ 2011

05 سبتمبر 2016
تبادل السفراء لا يعني حلّ كافة المشاكل (محسن شاندز/Getty)
+ الخط -

نقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، اليوم الإثنين، أنه تم رفع التمثيل الدبلوماسي بين إيران وبريطانيا إلى مستوى تبادل السفراء، إذ جرى تعيين مساعد وزير الخارجية الإيرانية، وعضو الوفد المفاوض، حميد بعيدي نجاد، سفيراً لإيران في بريطانيا، فيما عينت لندن نيكولاس هابتون سفيراً لها في إيران، وذلك بعد توليه منصب القائم بالأعمال في السفارة ذاتها خلال الفترة الماضية.

وأفادت الوكالة، نقلاً عن مصدر مطلع في خارجية البلاد لم تذكر اسمه، بأن هذين السفيرين سلّما أوراق اعتمادهما للمعنيين في وزارتي خارجية البلدين اليوم الإثنين.

وأضاف هذا المصدر أن تبادل السفراء لا يعني حلّ كافة المشاكل بين إيران وبريطانيا، مؤكداً أن بلاده ستستمر بإبداء وجهات نظرها بصراحة وشفافية حول قضايا معينة، سواء بشكل ثنائي أو بأشكال أخرى، حسب تعبيره.

ويأتي هذا بعد عام تقريباً من إعادة تفعيل عمل سفارتي البلدين، وتبادل دبلوماسي على مستوى القائم بالأعمال، بعد قطيعة استمرت لخمس سنوات تقريباً، تسبب بها اقتحام محتجين إيرانيين لمقر السفارة في طهران اعتراضاً على سياسات بريطانيا التي فرضت المزيد من العقوبات الاقتصادية على البلاد آنذاك، وتأييدا لقرار برلماني إيراني يقضي بتخفيض التمثيل الديبلوماسي بين طهران ولندن من مستوى سفير إلى قائم بالأعمال.
وقد التقى وزير خارجية البلاد، محمد جواد ظريف، بنظيره البريطاني السابق، وليام هيغ، في سبتمبر/أيلول عام 2013، على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وبعد هذا اللقاء بشهر واحد، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية حينها، مرضية أفخم، عن تعيين محمد حسين حبيب الله زاده كقائم بالأعمال غير مقيم لدى بريطانيا، فضلاً عن الموافقة على اعتماد جي اشارما كقائم بالأعمال، غير مقيم أيضاً، لدى إيران.

وزار وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، طهران أغسطس/آب العام الماضي، لتكون الزيارة الأولى على هذا المستوى منذ اثني عشر عاماً، وقام بإعادة افتتاح مقر السفارة البريطانية في العاصمة الإيرانية، وتم من بعدها تفعيل عمل القسم القنصلي.

وفيما يتعلق بالسفيرين الجديدين،  فمن الجدير بالذكر أن نيكولاس هابتون كان قد انضم للخارجية البريطانية في 1989، وشغل مناصب عدة منذ ذاك الوقت، وقبل أن يشغل منصب القائم بالأعمال في سفارة بلاده في طهران، كان سفيراً لبريطانيا في قطر بين 2013 و2015، ومن قبلها كان سفيراً في اليمن، وعمل كمستشار حكومي.

ومن تصريحاته القليلة، تلك التي صدرت عنه حين كان رئيساً لدائرة الأمن القومي في الخارجية البريطانية عام 2010، إذ ذكر أن "لندن ترى في فرض العقوبات الاقتصادية على طهران خياراً وحيداً لجرها إلى طاولة الحوار حول الملف النووي"، كما طالب البرازيل خلال اجتماع سابق لمجلس الأمن بالموافقة على فرض العقوبات على طهران.

وفيما يخصّ نجاد، السفير الإيراني الجديد في بريطانيا، فهو من أبرز دبلوماسيي الخارجية الإيرانية وأحد أهم أعضاء الوفد النووي المفاوض، وقد تسلم رئاسة الوفد خلال المفاوضات التي عقدت مع السداسية الدولية على مستوى الخبراء.

وقد تسلم بعيدي نجاد إدارة الدائرة السياسية والدولية في الخارجية الإيرانية، كما كان مدير دائرة نزع الأسلحة، ومثّل إيران في لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.