إيران: مفاوضات مع السعودية بشأن ناقلة نفط عبر وسطاء واعتقال عملاء لأميركا

21 يوليو 2019
السعودية تفرج عن ناقلة نفط إيرانية (/ فرانس برس)
+ الخط -
كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، اليوم الأحد، أن طهران أجرت مفاوضات مع الرياض عبر سلطنة عمان وسويسرا، مشيراً إلى أن المفاوضات أفضت إلى إفراج السعودية عن ناقلة النفط الإيرانية التي اضطرت للرسوّ في ميناء جدة، في الثلاثين من إبريل/ نيسان الماضي بسبب "عطل فني"، وأن الناقلة في طريقها نحو المياه الإيرانية.

وأوضح المتحدث الإيراني، وفقاً لما أوردته وكالة "إيسنا"، أن الناقلة الإيرانية "هابينس 1" كانت قد رست في ميناء جدة في الثلاثين من إبريل الماضي، إثر تعرضها لعطل فني، مشيراً إلى أن الخارجية الإيرانية أجرت اتصالات عدة، ومتابعات مستمرة مع جهات سعودية "إلى أن غادرت الناقلة أمس السبت ميناء جدة نحو الموانئ الإيرانية بعد إصلاح عطلها".

وبخصوص مواطن إيراني كان يرقد في مستشفى سعودي، أوضح موسوي أنه في الثالث من يونيو/ حزيران الماضي "أصيب إيراني من ركاب سفينة "ساويز" التجارية خلال حادث على متنها، أثناء المرور من البحر الأحمر وانتقل على إثره إلى مستشفى جيزان بالسعودية"، مشيراً إلى أنه تمكن من العودة إلى إيران يوم السبت، بعد أن انتقل أولاً إلى سلطنة عمان

وكان النائب في البرلمان الإيراني منصور حقيقت بور، قد اتهم السعودية باحتجاز ناقلة النفط "هابينس 1"، من خلال عدم السماح لها بالمغادرة. وأضاف: "الأنباء الواصلة إلينا تفيد بأن السعودية تطالب بمبالغ كبيرة جداً لقاء إجراء إصلاحات فنية".


وفي هذا الإطار ذكرت وكالة "مهر" الإيرانية، خلال الشهر الماضي نقلاً عن مصادر في شركة النفط الوطنية الإيرانية، أن الشركة دفعت أكثر من 10 ملايين دولار لسلطات ميناء جدة، لقاء تكاليف إصلاحها ورسوّها في الميناء. وأوردت الوكالة في "تقرير خاص"، أن هذا المبلغ يصل إلى سبعة أو ثمانية أضعاف التكاليف الاعتيادية في هذه الحالات، وأن السلطات السعودية تمنع الناقلة من مغادرة الميناء، مشيرةً إلى أن الرياض طالبت بدفع 200 ألف دولار يومياً لتوقف السفينة في ميناء جدة.

اعتقال "عملاء"

وعلى صعيد آخر، في موازاة المواجهة الراهنة بين طهران وواشنطن على أكثر من صعيد، تجري حرب خافتة بين الطرفين، عنوانها "الحرب الأمنية" أو "حرب الجواسيس"، إذ أعلن وزير الأمن الإيراني محمود علوي، اليوم الأحد، أن وزارته "قبضت على عملاء لأميركا واستخبارات أجنبية في مواقع حساسة ومختلفة"، دون أن يسمي تلك المواقع أو الفترة التي اعتقل فيها هؤلاء "العملاء".

وقال علوي على هامش اجتماع للحكومة الإيرانية، إنه "تم تسليم العملاء للسلطة القضائية"، مضيفاً أنه سيتم غداً الإثنين بث وثائقي عن عملية اكتشافهم والقبض عليهم، مشيراً إلى أن جهود رجال الأمن الإيرانين "أدت إلى الكشف عن عدة مؤامرات في مجالات التجسس والإرهاب والمفاسد الاقتصادية وصعد أخرى".

وأشار وزير الأمن الإيراني إلى أنه "لم يحن الوقت بعد للتحدث عن كل هذه الأمور، لكن الوقت حان للكشف عن الضربة التي وجهت لجواسيس (الاستخبارات المركزية الأميركية) "سي آي إيه". وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت طهران تفكيك شبكة عملاء للولايات المتحدة في مراكز عسكرية ونووية، ومنشآت البنية التحتية العامة في إيران.

وقال المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران، غلام حسين إسماعيلي، إن الاستخبارات الأميركية تنشر عملاء لها للتجسس في إيران، كاشفاً أن الاستخبارات الإيرانية فككت شبكة عملاء خلال الفترة الماضية، كانت تعمل في مواقع عسكرية ونووية ومنشآت بنيوية إيرانية.
وأكد إسماعيلي اعتقال أعضاء الشبكة حينها، وإصدار أحكام بالإعدام على العملاء المتورطين في التجسس على المواقع العسكرية، من دون أن يكشف عن عددهم.

كما أشار المتحدث الإيراني إلى تفكيك الأمن الإيراني شبكة تجسس أميركية إلكترونية خلال الفترة الماضية، كانت تعمل ضد إيران وعدة دول، حسب قوله، كاشفاً أن بلاده قدمت معلومات عن هذه الشبكة لدول صديقة مثل الصين، ما أدى إلى تدميرها.

وكان أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، قد كشف خلال الشهر الماضي، أن أجهزة استخبارات إيران اكتشفت "شبكة إلكترونية معقدة وضخمة تابعة للاستخبارات الأميركية المركزية (CIA)"، معلناً أن العملية الإيرانية أدت إلى "تدمير جزء مهم من القدرات العملياتية لـ CIA في دول مستهدفة أميركياً".

وأشار شمخاني إلى أن "التعاون الأمني بين إيران وعدد من دول العالم في إطار شبكة مكافحة التجسس الدولي في مواجهة أميركا، أثمر عن اكتشاف خيوط شبكة التجسس الأميركية في دول أخرى"، مضيفاً أنه "بعد تبادل معلومات عنها مع شركائنا في بعض الدول، تم تدمير شبكة تجسس واسعة لضباط أمن الاستخبارات الأميركية المركزية واعتقل إثر ذلك عدد من العملاء".

ولم يكشف شمخاني أسماء هذه الدول أو التاريخ الدقيق لاستهداف "الشبكة الإلكترونية التجسسية الأميركية"، معتبراً أنها "فضيحة أمنية لواشنطن". وأعلنت طهران خلال يونيو/ حزيران الماضي، تنفيذها حكماً بإعدام متعاقد سابق يدعى جلال حاجي زواره في منظمة الجوفضا، التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية بتهمة التجسس لصالح الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه).

وجاء تنفيذ الحكم بعد يومين من إسقاط القوات الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، طائرة أميركية مسيرة، في الثالث عشر من يونيو/ حزيران الماضي، قالت إنها اخترقت أجواء إيران. وكانت السلطات الإيرانية قد اعتقلت حاجي زواره وزوجته عام 2017 بتهمة التجسس لصالح "دولة عدوة"، قبل أن تحكم محكمة عسكرية عليه بالإعدام وعلى زوجته بالسجن لمدة 15 عاماً.