وذكرت العريضة، التي وقعها 154 نائبا، اليوم الإثنين، أنه من الضروري تحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعات العسكرية، فضلا عن ضرورة تشكيل قوة ردع، والتأكد من تحقيق الجهوزية الكاملة لصد أي هجوم عسكري قد تتعرض له البلاد مستقبلا.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن عضو لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني، عباس علي منصوري آراني، قوله إن العريضة ستقدم للهيئة الرئاسية في البرلمان يوم غد الثلاثاء، لتقرأ في جلسة علنية سيعقدها النواب.
في السياق ذاته، اعتبر المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، مسعود جزائري، أن طرح الولايات المتحدة الأميركية لمقترح تسهيل عملية إلغاء العقوبات المفروضة على البلاد، مقابل إيقاف تطوير إيران لمنظومتها الصاروخية، أمر مضحك، واصفا الأمر بأنه محاولة تهرب أميركية جديدة تثبت أنها طرف لا يمكن الوثوق به، مضيفا أن "على البيت الأبيض أن يعلم أن صواريخ إيران خط أحمر غير قابل للنقاش"، حسب تعبيره.
وأكد جزائري، في تصريحات اليوم، أن طهران لن تستغني عن منظومتها الصاروخية في ظل الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة، داعيا الداخل الإيراني إلى الاعتماد أكثر على القدرات المحلية، معتبرا أن ما تفعله واشنطن يستدعي أن تركز الحكومة الإيرانية أكثر على بناء الاقتصاد المقاوم، الذي يرمي لتحقيق اكتفاء ذاتي، موضحا أن القوات المسلحة جاهزة لمساعدة الحكومة بغية تحقيق هذا الأمر.
تأتي هذه التصريحات بعد صدور انتقادات من أطراف غربية لتجارب أجرتها إيران مؤخرا على صواريخ باليستية محلية الصنع، حيث دعت كل من أميركا وبريطانيا وفرنسا مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرار بشأن هذه التجارب، معتبرة أنها تناقض الاتفاق النووي الذي يمنع حصول طهران على صواريخ باليستية قابلة لحمل رؤوس نووية، وهو ما نفاه المسؤولون الإيرانيون مرارا.
وبعد أن أصدر المرشد، علي خامنئي، تصريحات ذكر فيها أن مستقبل البلاد سيكون للحوار وللصواريخ معا، قرأت تصريحاته هذه على أنها موجهة للخارج وللداخل على حد سواء، وهذا بعد أن ذكر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني، في وقت سابق على صفحته على موقع أنستغرام، أن المستقبل للحوار وليس للصواريخ.
ونقلت وكالة "أنباء فارس" الإيرانية، اليوم الاثنين، أن رفسنجاني تراجع عما ذكره في وقت سابق، وشرح ما كان يقصده خلال لقاء جمعه بأعضاء المجمع، قائلا إنها جملة ذكرها خلال لقاء مع وفد أجنبي قبل سنوات طويلة، حيث قصد أن إيران التي لم يكن لديها صواريخ متطورة في زمن الحرب العراقية الإيرانية، وبدأت بتطويرها بعد ذلك، لتتقدم صناعتها خلال دورتيه الرئاسيتين، لم تعد بحاجة للصواريخ، معتبرا إنه تم تحريف كلامه، ومؤكدا على ضرورة تطوير المنظومة العسكرية الإيرانية بشكل دائم، وأنه لا يعارض المرشد أو ولاية الفقيه.