إيران: شروطنا للتفاوض مع واشنطن لم تتغير ومستعدون لـ"تغييرات جزئية" في "النووي"
وأشار الربيعي إلى أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، سيقترح في الجمعية العامة للأمم المتحدة "إجراء تغيير بسيط في الاتفاق النووي لكسر الجمود الراهن مقابل رفع العقوبات وعودة أميركا إلى الاتفاق النووي وتنفيذه".
وروحاني نفسه أكد أيضا من نيويورك في حسابه على "إنستغرام" أن "مقدمة التفاوض مع أميركا ضمن مجموعة 1+5 هي عودتها إلى الاتفاق النووي"، مضيفا أنه أجرى، خلال لقاءاته مع بعض قادة العالم، اليوم الأربعاء، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مباحثات حول "ضرورة تنفيذ جميع الأطراف الاتفاق النووي وكذلك منع التدخلات في منطقة الخليج".
وتأتي هذه التصريحات فيما لم تفلح بعد جهود الوساطة التي يقودها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نيويورك لشق طريق الأزمة المتصاعدة بين طهران وواشنطن، لتخفيف التوترات في المنطقة، رغم أن ماكرون التقى مرتين في نيويورك بنظيره الإيراني، لكنه أخفق حتى الآن في إقناع روحاني باللقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بسبب إصرار طهران على شروطها قبل أي لقاء وتفاوض، وهي شروط ترفضها واشنطن، واعتبرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن إلغاء العقوبات قبل التفاوض "أمر غير واقعي".
وأضاف المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، أن روحاني "تلقى طلبات ورسائل كثيرة للقاء ترامب"، مشيرا إلى أن قادة أوروبيين أجروا "لقاءات متكررة مع رئيس جمهورية إيران في نيويورك وأكدوا على مواصلة تنفيذ الاتفاق النووي"، معتبرا أن ذلك "جاء بتأثير أميركي".
وفيما قال روحاني إن بلاده "ملتزمة على نحو تام بمعاهدة حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل"، اتهم واشنطن بانتهاك هذه المعاهدة "من خلال اختبار أسلحة نووية جديدة"، مشيرا إلى أن "ما يهم إيران تنفيذ أميركا تعهداتها وليس هوية الحزب الفائز في الانتخابات".
وفي السياق، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، على هامش اجتماعها اليوم الأربعاء، إن البيان الثلاثي المشترك لفرنسا وبريطانيا وألمانيا حول تحميل إيران مسؤولية الهجمات الأخيرة على منشآت نفطية سعودية "غير مقبول ويفتقر إلى أدلة ووثائق".
وبدوره، اعتبر القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، في تصريحات نقلتها وكالة "تسنيم"، أن الهدف من البيان الأوروبي الذي وصفه بـ"الكاذب" هو "استغلال أجواء الأمم المتحدة هذه الأيام لشن حرب نفسيه على إيران".
ومساء الإثنين، أصدر كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بيانا ثلاثيا مشتركا، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حمّل إيران المسؤولية عن الهجوم على منشأتي نفط في السعودية في الرابع عشر من الشهر الجاري.
وأكد البيان أن "الوقت قد حان لإيران كي تقبل بإطار مفاوضات طويل الأمد على برنامجها النووي وكذلك على القضايا الأمنية الإقليمية، والتي تشمل برامجها الصاروخية".
وذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن رئيس وزراء بريطانيا، دعا روحاني، خلال لقائه معه أمس الثلاثاء، إلى زيارة بريطانيا.
وكان جونسون، قد اتهم، الإثنين، إيران بالمسؤولية عن تنفيذ الهجمات على المنشآت النفطية السعودية، معلنا أن لندن تبحث مع واشنطن وحلفائها الأوروبيين "ردا مشتركا" على تلك الهجمات.
وأضاف جونسون للصحافيين، وفق ما أفادت وكالة "رويترز": "نعتقد أنه من المرجح جداً حقاً أن تكون إيران مسؤولة فعلاً".
ومن المقرر أن يلقي الرئيس الإيراني، مساء اليوم خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليكشف، حسب المصادر الإيرانية الرسمية، عن مبادرة "السلام في هرمز" لتأمين الملاحة البحرية في الخليج. وقبل توجهه إلى نيويورك، قال روحاني إن هذه المبادرة لها أبعاد مختلفة ولا تقتصر على البعد الأمني.
وتعتبر التحليلات الإيرانية أن المبادرة الإيرانية تأتي ردا على المحاولات الأميركية لتشكيل تحالف عسكري بحري في الخليج ضد إيران.