13 يوليو 2020
+ الخط -

جدّدت إيران، اليوم الاثنين، على لسان المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي، تهديدها بـ"ردّ حازم ومهم" على "أيّ دولة أو كيان يثبت تورطه في حادثة الانفجار في منشأة نطنز" النووية، التي وقعت يوم الثاني من الشهر الحالي، مؤكّداً في الوقت ذاته، أنّ طهران تأخذ التقارير الغربية بشأن خطة إسرائيلية ــ أميركية لاستهداف قادة "الحرس الثوري على محمل الجد".
وتأتي تهديدات موسوي فيما يمر أكثر من عشرة أيام على الانفجار في منشأة نطنز النووية في إيران. وكان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قد أكد أنه توصل إلى سبب هذا الانفجار، لكنه رفض الكشف عنه، ما زاد الغموض حول الأمر، وسط تلميحات إسرائيلية وتقارير غربية بأنه كان ناجماً عن "هجوم إسرائيلي" بتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية.

وفي معرض رده على تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بشأن تعاون أميركي إسرائيلي في حادثة "نطنز" وخطط الطرفين لاستهداف قادة لـ"الحرس الثوري الإيراني"، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن بلاده "لا تمر بسهولة أمام أي تقرير، وتأخذه على محمل الجد، تحديداً إذا تضمن ادعاء ووجّه مسؤولية لدولة ما".
وأكّد موسوي أن السلطات الإيرانية تدرس سبب وقوع حادثة "نطنز" بشكل نهائي، لكن إذا توصلت إلى أن هناك دولة أو كيان له دور فيها، فمن الطبيعي أن تكون لدى إيران ردود فعل حازمة ومهمة"، مشدداً على أن هذه الأطراف "ستعلم أن زمن اضرب واهرب قد انتهى".
وتعليقاً على سؤال بشأن التأثيرات المحتملة للانفجار حول الأنشطة النووية الإيرانية، قال موسوي إن "الحادث لم يترك أي تأثير على هذه الأنشطة"، مشيراً إلى أن هيئة الطاقة الذرية الإيرانية تعمل على "إعادة بناء الموقع الذي تعرض للحادث"، وهي صالة، بحسب الهيئة، كانت تجرى فيها عمليات تجميع أجهزة الطرد المركزي المتطورة.
وبعد يوم من وقوع الانفجار في نطنز، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن ما حصل في نطنز كان انفجاراً نتيجة "زرع عبوة ناسفة داخل المنشأة"، نقلاً عمّن وصفته بأنه "مسؤول استخبارات في الشرق الأوسط".
وقال المسؤول، الذي لم يذكر اسمه، إن الانفجار دمّر "أجزاء واسعة فوق سطح المنشأة حيث تتم موازنة أجهزة الطرد المركزي الجديدة قبل تشغيلها".

وفي تقرير آخر، نشرته "نيويورك تايمز" يوم الجمعة الماضي، نقلت عن مسؤولَين في الاستخبارات الأميركية تأكيدهما أنّ الإيرانيين قد يحتاجون ما يصل إلى سنتين من أجل إعادة برنامجهم النووي إلى المكان الذي كان عليه قبل تفجير منشأة نطنز النووية. 
وأشارت الصحيفة، في تقرير بعنوان "الضربة على برنامج إيران النووي: مخططة لفترة طويلة وأكبر من المعتقد"، وأنّ صوراً جديدةً من الأقمار الصناعية فوق المنشأة المستهدفة تظهر أضراراً أوسع بكثير ممّا كان واضحاً الأسبوع الماضي.

وأضافت أن بعض المسؤولين يتحدثون عن استراتيجية أميركية ـ إسرائيلية آخذة في التطور إلى سلسلة من الضربات السرية التي لا تشعل حرباً، والتي تهدف إلى إنهاء أبرز قادة الحرس الثوري، فضلاً عن إبطاء عمل المنشآت النووية الإيرانية.

تطورات الاتفاق النووي
وفيما يتعلق بتطورات الاتفاق النووي، وعشية الذكرى السادسة للتوقيع على الاتفاق في 14 يوليو/تموز 2015 في مدينة لوزان السويسرية، اتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسعي لـ"تدمير الاتفاق النووي بحثاً عن انتصارات في السياسة الخارجية لأغراض انتخابية"، مشيراً إلى المساعي الأميركية لتمديد حظر الأسلحة على إيران، والذي يُرفع بموجب القرار الـ2231 المكمل للاتفاق النووي يوم الثامن من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وحول موقف بلاده من الانتخابات الأميركية المقبلة، المزمع إجراؤها يوم الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، أكد موسوي أنه "لا يهمنا من سيكون رئيس أميركا"، مضيفاً أن "المهم هو طبيعة سياساته تجاه الشعب الإيراني".
وتابع في هذا الصدد: "إننا جربنا خلال دورات مختلفة الأشخاص والأحزاب وكلهم كانت لديهم تصرفات عدائية تجاه إيران، ونحن لن ننسى أن إدارة باراك أوباما هي التي فرضت العقوبات الظالمة وترامب يواصل نهجها". ​

المساهمون