إيران تُحصّن نفطها وتؤمّن السوق الداخلي

14 مايو 2018
أميركا تعتزم فرض قيود على نفط إيران (فرانس برس)
+ الخط -


قال بيروز موسوي، مدير عام شركة محطات النفط التصديرية الإيرانية، إن تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بإعادة العقوبات على إيران، لن تؤثر على وتيرة تصدير النفط، فيما توقع محللون في قطاع الطاقة تراجع صادرات إيران بما يصل إلى 300 ألف برميل يومياً جراء القيود الأميركية المرتقبة.

وأضاف موسوي، اليوم الإثنين، وفقاً لوكالة أنباء فارس، أن هناك زيادة مضطردة في صادرات النفط، مشيراً إلى أنه لا يوجد ما يدعو للقلق حول إيرادات الموازنة، لا سيما أنه تم تحديد أسعار النفط فيها بين 60 إلى 65 دولاراً للبرميل.

وبلغ سعر خام برنت، اليوم الإثنين، نحو 76.79 دولاراً للبرميل، بينما قفز في تعاملات الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2014، عند وصوله إلى نحو 78 دولاراً، في ظل توقعات الأسواق بانخفاض الصادرات النفطية الإيرانية كثيراً مع بدء ظهور تأثير العقوبات الأميركية في وقت لاحق من العام الجاري 2018.

وأعلن ترامب، يوم الثلاثاء الماضي، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، الذي وقعته بجانب أميركا مع إيران كل من الصين وروسيا وبريطانيا وألمانيا منتصف عام 2015، وتوعد بفرض عقوبات اقتصادية "على أعلى مستوى" على إيران.

ووفق وزير الخزانة الأميركي ستيف منوشين، فإن الولايات المتحدة ستستأنف جهودها للحد من صادرات النفط الإيرانية بعد 180 يوماً من قرار ترامب، مشيراً إلى أن الخارجية الأميركية ستجري مشاورات مع دول أخرى، وستقيّم مدى تقليص الدول الأجنبية لمشترياتها من النفط الإيراني.

وبحسب مدير عام شركة محطات النفط التصديرية الإيرانية، فإن صادرات بلاده بلغت نحو 2.66 مليون برميل يومياً في شهر إبريل/ نيسان الماضي.

لكن محللين في بنك الاستثمار "آر.بي.سي كابيتال ماركتس" توقعوا في تقرير الأسبوع الماضي، انخفاض صادرات إيران بواقع 200 ألف إلى 300 ألف برميل يومياً نتيجة القيود الأميركية.

غير أن موقع وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت، ذكر في وقت سابق من مايو/ أيار الماضي، إن صناعة النفط ستواصل تطورها.

وبرزت إيران من جديد كإحدى الدول الكبرى المصدرة للخام في يناير/كانون الثاني 2016، عندما جرى تعليق العقوبات الدولية بمقتضى الاتفاق النووي، حيث قال أمير زماني نيا، نائب وزير النفط الإيراني في تصريحات صحافية في فبراير/شباط الماضي إن بلاده تسعى إلى زيادة طاقتها الإنتاجية إلى 4.7 ملايين برميل يومياً خلال السنوات الأربع المقبلة، بزيادة تبلغ نحو مليون برميل يومياً عن المستويات الحالية.

ويبدو أن الجهود الإيرانية لا تقتصر على تأمين صادراتها من الخام، بل تسعى إلى تأمين احتياجات السوق المحلية من المنتجات المكررة، خاصة البنزين.

ووفق وكالة أنباء فارس، يوم الأحد الماضي، تستعد إيران لتدشين 3 مشاريع عملاقة في إنتاج البنزين بطاقة 25 مليون لتر يومياً، لتسحب بذلك البنزين من طائلة خيارات الحظر الأميركي.

وأشارت الوكالة إلى أنه لطالما كان البنزين أحد السيناريوهات الأميركية الهادفة لممارسة الضغط على طهران. وتنتج إيران حالياً 90 مليون لتر من البنزين يومياً، بينما من المتوقع أن يتجاوز 105 ملايين لتر، فيما يترواح الاستهلاك المحلي المتوقع بين 80 إلى 85 مليون لتر يومياً في العام الجاري.

المساهمون