إيران تنقل صواريخ إلى العراق يصل مداها للرياض وتل أبيب

31 اغسطس 2018
مصدر غربي: إيران تحول العراق إلى قاعدة صواريخ أمامية(Getty)
+ الخط -
في تطور خطير يهدد بمزيد من التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، فضلاً أنه يحرج دولاً غربية كبريطانيا وفرنسا وألمانيا تحاول إنقاذ الاتفاق النووي، كشفت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، عن مصادر لها، بأن طهران قدمت صواريخ باليستية لفصائل عراقية، وإنها تطور القدرة كذلك على صنع المزيد من الصواريخ هناك لدرء الهجمات المحتملة على مصالحها في الشرق الأوسط ولامتلاك وسيلة تمكنها من ضرب خصومها في المنطقة.

وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين ومصدران بالمخابرات العراقية ومصدران بمخابرات غربية إن إيران نقلت صواريخ باليستية قصيرة المدى لحلفاء بالعراق خلال الأشهر القليلة الماضية.

وقال خمسة من المسؤولين إنها تساعد تلك الجماعات على البدء في صنع صواريخ.

وقال مسؤول "المنطق هو أن تكون لإيران خطة بديلة إن هي هوجمت". وأضاف "عدد الصواريخ ليس كبيراً.. مجرد بضع عشرات، لكن بالإمكان زيادته إن تطلب الأمر".

وسبق أن قالت إيران إن أنشطتها المتعلقة بالصواريخ الباليستية أنشطة ذات طابع دفاعي بحت. وامتنع مسؤولون إيرانيون عن التعليق عندما سئلوا عن أحدث الخطوات. وامتنعت أيضاً الحكومة والجيش بالعراق عن التعليق.

والصواريخ المعنية، وهي صواريخ زلزال وفاتح 110 وذو الفقار، يتراوح مداها بين نحو 200 و700 كيلومتر، مما يضع الرياض في السعودية وتل أبيب في إسرائيل على مسافة تتيح ضربهما إن تم نشر هذه الصواريخ في جنوب العراق أو غربه.

ولفيلق القدس، ذراع العمليات الخارجية بالحرس الثوري الإيراني، قواعد في هاتين المنطقتين. وقالت ثلاثة من المصادر إن قائد فيلق القدس قاسم سليماني يشرف على البرنامج.

وتتهم بالفعل دول غربية إيران بنقل صواريخ وتكنولوجيا إلى سورية وحلفاء آخرين مثل حركة الحوثي في اليمن وجماعة حزب الله بلبنان.

ولم يرد المسؤولون الإسرائيليون بعد على طلب التعليق على مسألة نقل الصواريخ.


وبشأن خط إنتاج الصواريخ، قال المصدر الغربي إن عدد الصواريخ لا يتجاوز العشرات وإن الغرض من عمليات النقل إرسال إشارة للولايات المتحدة وإسرائيل وخاصة بعد الغارات الجوية على قوات إيرانية في سورية.

وأضاف المصدر الغربي "يبدو أن إيران تحول العراق إلى قاعدة صواريخ أمامية".

وذكرت المصادر الإيرانية ومصدر بالمخابرات العراقية أن قراراً اتُّخذ قبل نحو 18 شهراً بالاستعانة بفصائل مسلحة لإنتاج صواريخ في العراق، لكن النشاط زاد في الأشهر القليلة الماضية بما في ذلك وصول قاذفات صواريخ.

وقال قائد كبير بالحرس الثوري الإيراني، خدم خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات "لدينا قواعد كهذه في أماكن كثيرة من بينها العراق، فإن هاجمتنا أميركا هاجم أصدقاؤنا مصالح أميركا وحلفاءها بالمنطقة".

أماكن تواجد إنتاج الصواريخ

وقال المصدر الغربي والمصدر العراقي إن المصانع المستخدمة في تطوير صواريخ بالعراق توجد في الزعفرانية، شرقي بغداد، وجرف الصخر شمالي كربلاء.

وقال مصدر إيراني إنه يوجد مصنع أيضاً في كردستان العراق.

وتسيطر على هذه المناطق فصائل شيعية منها كتائب حزب الله، وهي واحدة من أقرب الجماعات إلى إيران.

وذكرت ثلاثة مصادر أن عراقيين تدربوا في إيران على كيفية استخدام الصواريخ.

وقال المصدر بالمخابرات العراقية إن مصنع الزعفرانية أنتج رؤوساً حربية ومادة السيراميك المستخدمة في صنع قوالب الصواريخ في عهد الرئيس الراحل صدام حسين.

وأضاف أن جماعات شيعية محلية جددت نشاط المصنع عام 2016 بمساعدة إيرانية.

وتابع المصدر قائلاً إنه تمت الاستعانة بفريق من المهندسين الشيعة ممن عملوا في المنشأة في عهد صدام، بعد فحص سجلاتهم، لتشغيل المصنع. وقال إنه جرى اختبار الصواريخ قرب جرف الصخر.

وامتنعت وكالة المخابرات المركزية الأميركية ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) عن التعليق.

وأكد مسؤول أميركي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن طهران نقلت على مدى الأشهر القليلة الماضية صواريخ إلى جماعات بالعراق، لكنه لم يستطع تأكيد إن كانت هناك أي قدرة على إطلاق تلك الصواريخ من مواقعها الحالية.

(رويترز)

المساهمون