إيران تنتقد التحالف الدولي ضد "داعش": أهدافه مبهمة

بعد إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما، مكوّنات خطة بلاده الاستراتيجيّة، لضرب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وتشكيل تحالف دولي لمحاربة التنظيم، اعتبرت إيران إنه على الولايات المتحدة إثبات صدق نواياها في هذا الصدد.

وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجيّة الإيرانيّة، مرضية أفخم، اليوم الخميس، إنّ التحالف الدولي ضد داعش، يحمل في طيّاته أهدافاّ مبهمة وغير واضحة، معتبرة أنّ القضاء على كل أشكال الإرهاب والتطرّف من جذوره، أمر غير واضح في صيغة هذا التحالف، فمن غير المؤكد أنّ هذه الدول ستسعى إلى هدف من هذا النوع. 

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسميّة (إرنا) عن أفخم، قولها إنّ "بعض الدول التي شاركت في هذا التحالف، كانت تقدّم الدعم المالي والعسكري للإرهابيين، في كل من العراق وسوريا، والبعض الآخر يريدون إحداث تغييرات في هذين البلدين".

ورأت أفخم، أن "هذه الازدواجيّة في التعامل وعدم الوضوح، هي التي أدّت إلى تطور ظاهرة الإرهاب والتطرف في المنطقة، وساعدت تنظيم داعش على ارتكاب جرائمه". وقالت إنّه "على دول التحالف أن تتصرّف بشكل عملي واقعي، وتبتعد عن الشعارات الظاهريّة، وهو ما سيؤدّي بالفعل إلى محاربة الإرهاب".

وفي وقت تستقبل فيه السعوديّة، اجتماعاً بين وزراء عرب وأجانب لوضع الخطوط العمليّة لمحاربة داعش، لم تُدعَ إيران لحضور الاجتماع، بموازاة نفي رسمي لأي تعاون مع طهران في هذا السياق. وأكّدت أفخم، أنّ إيران لم تناقش مع الولايات المتحدة الأميركيّة رسمياً، موضوع التعاون لمحاربة "داعش" في العراق، في وقت سابق.

ويأتي النفي الإيراني، بعد أنباء أفادت بأنّ الوفد الإيراني المفاوض في ملف الطاقة النووية، والذي اجتمع مع الوفد الأميركي على مستوى الخبراء، في جنيف الأسبوع الماضي، ناقش سبل تطوير التعاون الثنائي لمحاربة "داعش"، لكنّ أفخم جزمت بأنّ طاولة الحوار تلك، ناقشت ملفّ البلاد النووي فقط.

وبعد نفي وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أيضاً، بأن يكون لإيران، مكان في التحالف الدولي، نقلت وكالة أنباء "إيسنا" الإيرانيّة تصريحاً لرئيس السلطة القضائيّة، آملي لاريجاني، قال فيه إنّ بلاده تفتخر بألا تكون في تحالف، تتزعّمه دولة تدعم الإرهاب، وعلى رأسه إرهاب إسرائيل.

واعتبر نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجيّة في البرلمان الإيراني، منصور حقيقت بور، أنّه على الولايات المتحدة أن تثبت أنّه لم يكن لها دور في تشكيل ودعم داعش، بدلاً من ادعائها بالحرب على الإرهاب.

وخلال لقائه بالأمين العام لمنظمة شنغهاي، ديمتري فيدروفيتش، في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إنّ مكافحة الإرهاب في المنطقة تتطلب دوراً من الجميع، وتحالفاً بين كل الدول، لتنقل كل هذه التصريحات الإيرانية، تشكيكاً بالنوايا الأميركية، ولا سيّما في ظل استغراب البعض قيام واشنطن بهذه الخطوة، بعد أشهر طويلة من ارتكاب (داعش) للجرائم.