أبدى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، امتعاضه من سير عملية الحوار مع الدول الأوروبية الباقية في الاتفاق النووي والتي من المفترض أن تمنح طهران ضمانات لحصد المكتسبات الاقتصادية بعد الانسحاب الأميركي منه ولمواجهة عقوبات واشنطن، فذكر أن التواصل مستمر مع أوروبا لكن الأمور تسير ببطء وإيران غير راضية بالكامل عن ذلك.
وفي مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي عقده اليوم الاثنين، أكد قاسمي أن طهران تريد من هذه الأطراف أن تتابع عملها بشكل جاد وسريع لتضع خططها القادمة، موضحا أن الصورة العامة مازالت إيجابية.
وتعليقا على تصريحات المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والتي ربطت بين المحادثات النووية والبرنامج الصاروخي الإيراني، قال قاسمي إن أي مسؤول يستطيع أن يبدي وجهة نظره الخاصة، مؤكدا أن ميركل أبدت اهتماما واضحا ببقاء ألمانيا في الاتفاق والحفاظ عليه، إلا أن طهران مصرة على مسألة فصل الملف النووي عن الملف الصاروخي وعن أي موضوع داخلي مرتبط بالمنظومة الدفاعية والعسكرية، معتبرا أن ذلك غير قابل للتفاوض أساسا.
وفيما يخص السياسة الأميركية إزاء إيران، رأى قاسمي أن واشنطن مستمرة بالسلوك العدائي الذي لن يصل إلى شيء، وأن تشكيلها لخلية لمواجهة سياسات بلاده مجرد حرب نفسية، وقال إن "أميركا ظنت أن المجتمع الدولي سيدعم انسحابها من الاتفاق النووي وهو ما لم يحصل، لذا تحاول تخريب علاقات إيران والتأثير على تعاونها الاقتصادي مع الآخرين".
كما أشار قاسمي للتصريحات الصادرة على لسان المرشد الأعلى، علي خامنئي، مؤخرا والذي اعتبر أنه أخطأ في المفاوضات النووية، فقال المتحدث باسم الخارجية إن الوفد المفاوض سعى لمراعاة الخطوط الحمر التي رسمها المرشد مشيدا بمواقف هذا الأخير.
ظريف يعترف بالخطأ
وفي حوار مع شبكة "سي ان ان" الأميركية، اعتبر وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، هو الآخر أنه أخطأ كذلك في المفاوضات النووية حين ظن أن الولايات المتحدة الأميركية أدركت أن العقوبات تتسبب بعراقيل وصعوبات اقتصادية وبأنها لا تستطيع من خلالها أن تحقق رغباتها السياسية التي ترنو إليها.
وقال ظريف إن على واشنطن أن تستفيق، واصفا إياها بالمدمنة على سلوك الحظر، وأكد أنه من الممكن الحفاظ على الاتفاق النووي حتى بعد انسحاب أميركا منه، وأبدى عدم ثقة بالسلوك الأميركي وهو ما يدفع إيران لرفض التفاوض معها.
تحذير المرشد
وفي رسالة وجهها للحجاج، نقل المرشد الإيراني أن على المسلمين الحذر من السياسة الأميركية التي تشجع على الحرب، والتفرقة بين المسلمين، معتبرا أن الحج يعبّر عن وحدة المسلمين الذين عليهم أن يقفوا صفا واحدا ضد قوى الغطرسة.
ودعا المرشد الحجاج إلى الدعاء للأمة الإسلامية ولمن وصفهم بالمظلومين في سورية، والعراق، وفلسطين، وأفغانستان، واليمن، والبحرين، وليبيا، وباكستان، وكشمير وميانمار.
لا مساومة على الصواريخ
من جانب آخر، حضر وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، جلسة برلمانية غير علنية اليوم الاثنين، ليقدم معلومات حول تطور البرامج الصاروخية والعسكرية الإيرانية، وجاء ذلك بمناسبة اليوم الوطني للصناعات الدفاعية، وبعد أن أعلن هذا الأخير أن إيران ستكشف عن طائرة مقاتلة جديدة في المستقبل القريب.
وذكر المتحدث باسم الهيئة البرلمانية الرئاسية، بهروز نعمتي، أن حاتمي قدم تقريرا مفصلا حول الصناعات العسكرية الإيرانية والطائرات الجديدة والصواريخ، أما نائب رئيس البرلمان، مسعود بزشكيان، فقال إن الصناعات العسكرية الإيرانية تؤرق أعداء البلاد، وتؤكد لهم أنهم لن يستطيعوا الهجوم على إيران.