أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الإثنين، أن طهران تدعم اليمن في مواجهة "الاعتداءات السعودية"، معتبرة هجمات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) ضد السعودية "إجراءات دفاعية"، مع إطلاق تحذير للاتحاد الأوروبي بشأن الاتفاق النووي بأن إيران ستنفذ المرحلة الرابعة لتقليص تعهداتها النووية "ما لم تقم أوروبا بخطوات عملية".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن "إيران تدعم الحكومة اليمنية الشرعية (الحوثيين) في مواجهة المعتدين"، مضيفا أنها "تقدم دائما دعما معنويا وسياسيا لليمنيين".
واعتبر موسوي هجمات الحوثيين ضد منشآت نفطية سعودية "إجراءات دفاعية"، نافيا ضلوع بلاده فيها، مضيفا أن اتهامات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لطهران بتنفيذ تلك الهجمات، "واهية ولا أساس لها من الصحة".
وأكد المتحدث الإيراني أن "طريق السعودية الوحيد هو القبول بوقف إطلاق النار"، الذي عرضه الحوثيون أخيرا، "وإنهاء الحصار المفروض على اليمن".
وعلّق على الأنباء عن زيارة قريبة لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي لطهران بغية التوسط بينها وبين الرياض، بترحيب بلاده بالزيارة، قائلا إنها "ليست مؤكدة بعد"، معتبرا أن "هناك إمكانية دائمة لحل الخلافات مع الرياض عبر الحوار".
وقال إن "دولا كثيرة في المنطقة وأوروبا وآسيا بذلت جهودا في هذا المسار"، معلنا ترحيب إيران بهذه الجهود، لكنه اتهم الجانب السعودي بأنه "غير مستعد" لحل الخلافات "بناء على أوهام وحسابات".
وفي السياق، أشار إلى مبادرة "السلام في هرمز" التي تعرف اختصارا باسم "تحالف الأمل"، والتي طرحها الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال خطابه الأربعاء الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأوضح موسوي أن هذه المبادرة تشمل ثماني دول هي "الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى إيران والعراق".
تحذير لأوروبا
وبشأن تطورات الاتفاق النووي، حذر المتحدث ذاته الاتحاد الأوروبي من مواصلة المماطلة بشأن تنفيذ تعهداته تجاه الاتفاق، قائلا إن بلاده ستسمر في تقليص تعهداتها النووية "ما لم تتخذ أوربا خطوات عملية"، متهما إياها بربط تنفيذ تعهداتها بالإرادة الأميركية.
وفي معرض رده على سؤال عما اذا كانت أوروبا قد هددت إيران بالانسحاب من الاتفاق النووي في حال تنفيذها المرحلة الرابعة من تقليص تعهداتها النووية، قال موسوي "لا علم لي بهذه التهديدات"، معتبرا أنه في حال نفذت إيران هذه المرحلة وتوجهت الأطراف الأوروبية إلى مجلس الأمن الدولي وتفعيل آلية فض النزاع فإنها خطوة غير قانونية وغير شرعية.... ومحكوم عليها بالفشل مسبقا".
وسبق أن هددت أوروبا خلال يوليو/ تموز الماضي باحتمال لجوئها إلى هذه الآلية التي من شأن تفعيلها أن يسفر في نهاية المطاف عن معاودة فرض الأمم المتحدة عقوبات على إيران.
ودافع موسوي عن تقليص بلاده تعهداتها النووية على مراحل، قائلا إنها جاءت وفقا للبندين الـ26 والـ36 الواردين في الاتفاق النووي "كردة فعل" على عدم تنفيذ بقية الأطراف تعهداتها.
وعن مباحثات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع مشرعين بالكونغرس الأميركي خلال زيارته الأخيرة إلى نيويورك، قال إن هذه المباحثات والمشاورات ليست جديدة، مضيفا أنه قبل فرض واشنطن عقوبات على ظريف "كانت تجري لقاءات مباشرة بين ظريف وهؤلاء المشرعين، سواء في مكان إقامته أو في أماكن أخرى، لكن بعد العقوبات تحفظوا على لقاءات مباشرة وأرادوا أن تكون المباحثات عبر اتصالات هاتفية وغير حضورية".
وعن فحوى هذه المباحثات، قال إنها طاولت "التطورات الإقليمية والثنائية"، مشيرا إلى أن أعضاء الكونغرس الذين اتصلوا بظريف "حاولوا الاطلاع على المواقف ووجهات النظر الإيرانية".
وكان ظريف قد قال، أمس الأحد، لوسائل إعلام إيرانية، إنه تلقى اتصالات من عدة أعضاء في الكونغرس الأميركي خلال زيارته، دون الكشف عن هوياتهم وانتماءاتهم الحزبية، مضيفا أنه "بسبب قصر مدة زيارتي لنيويورك لم يكن بالإمكان التنسيق لمجيئهم إلى المدينة وإجراء لقاءات مباشرة".
وفي معرض رده على سؤال عما اذا كانت لدى إيران مطالب من المشرعين الأميركيين، قال "نحن ليس لدينا مطلب من أعضاء الكونغرس الأميركي، ولا نتدخل في الشؤون الداخلية الأميركية"، مشيرا إلى أن "لقاءاتي حتى الآن معهم كانت بطلب منهم ونحن نستغلها لعرض صورة حقيقية عن إيران وليس لأجل طرح مطالب".