وأوضح المدير العام لدائرة "مكافحة التجسس" في وزارة الأمن الإيرانية، خلال مؤتمر صحافي، في طهران، أنه قد صدرت الأحكام القضائية بحق هؤلاء الجواسيس، وأن عددا منهم "سيعدمون باعتبارهم مفسدين في الأرض"، مشيرا إلى أن الوزارة قد استخدمت بعض الجواسيس في تنفيذ مهام ضد الاستخبارات المركزية الأميركية.
وتشير وسائل الإعلام الإيرانية إلى عملية تفكيك شبكة الجواسيس الأميركية بأنها "الضربة الثانية التي تتلقاها الاستخبارات المركزية الأميركية" بعد إعلان طهران في وقت سابق تفكيك شبكة تجسس إلكترونية خلال العام الماضي.
وأعلنت وزارة الأمن أن "العملاء" كانوا يتجسسون على إيران لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه": "في مراكز اقتصادية ونووية والبنية التحتية والعسكرية والإلكترونية كمقاولين أو مستشارين"، مشيرة إلى أنها قامت بـ"تجميع معلومات سرية من المراكز الحيوية وتنفيذ عمليات تقنية واستخبارية كانت من مهمات الشبكة".
ونشرت الوزارة فيلماً وثائقياً عن اكتشاف الشبكة واعتقال أعضائها.
ولفتت إلى أن هؤلاء "العملاء" قاموا بـ"إصدار أو تمديد تأشيرة الدخول إلى أميركا وتوظيف متخصصين إيرانيين وتوفير معدات وزيارة مباشرة للمستهدفين على هوامش المؤتمرات العلمية في خارج إيران وإرسال رسائل إلكترونية عبر شبكات التواصل لاجتذاب الجواسيس".
كما أكدت الوزارة أن "سي آي إيه" كانت قد علّمت أعضاء الشبكة "التواصل الآمن من داخل إيران مع الخارج عبر أجهزة خاصة بالتجسس"، متوعدة بإلحاق "هزيمة عالمية ثانية بالاستخبارات الأميركية بعد مبادلة معلومات استخباراتية اكتشفتها من شبكة التجسس المعتقلة مع دول حليفة لإيران".
من جانبه نشر موقع وكالة "تسنيم" الإيراني صورا تقول وزارة الأمن الإيرانية إنها لضباط في سي آي أيه الأميركية، كانوا على تواصل مع الجواسيس المعتقلين.
من جانب آخر، حذرت وزارة الأمن الإيرانية دولا أوروبية وآسيوية من التعاون مع الاستخبارات الأميركية في تجسسها ضد إيران. وأشارت الوزارة إلى أن "عناصر الاستخبارات الأميركية تواصلت من داخل دول أوروبية وآسيوية مع مصادرها (العملاء في إيران) بعلم مسبق من استخبارات تلك الدول"، مؤكدة أن الاستخبارات الإيرانية ستأخذ ذلك في الحسبان.
في المقابل، نفى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تماما أن تكون إيران قد اعتقلت 17 شخصا تتهمهم بأنهم جواسيس. وكتب ترامب على "تويتر" يقول "تقارير اعتقال إيران لجواسيس لسي.آي.إيه غير صحيحة أبداً. باطلة تماما. المزيد من الأكاذيب والدعاية (مثل إسقاطهم طائرة مسيرة) يسوقها نظام ديني فاشل للغاية وليست لديه فكرة عما ينبغي فعله".
Twitter Post
|
وكان وزير الأمن الإيراني، محمود علوي، قد أعلن أمس الأحد، أن وزارته "قبضت على عملاء لأميركا واستخبارات أجنبية في مواقع حساسة ومختلفة"، من دون أن يسمي تلك المواقع أو الفترة التي اعتقل فيها هؤلاء "العملاء".
وقال علوي على هامش اجتماع للحكومة الإيرانية، إنه "تم تسليم العملاء للسلطة القضائية"، مضيفا أن جهود رجال الأمن الإيرانيين "أدت إلى الكشف عن عدة مؤامرات في مجالات التجسس والإرهاب والمفاسد الاقتصادية وبقية الأصعدة".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران، غلام حسين إسماعيلي، إن الاستخبارات الأميركية تنشر عملاء لها للتجسس في إيران، كاشفا أن الاستخبارات الإيرانية فككت شبكة عملاء خلال الفترة الماضية، كانت تعمل في مواقع عسكرية ونووية ومنشآت بنيوية إيرانية.
وأكد إسماعيلي اعتقال أعضاء الشبكة حينها، وإصدار أحكام بالإعدام على العملاء المتورطين في التجسس على المواقع العسكرية، من دون أن يكشف عن عددهم، قائلا إن "عميلين كانا قد تجسسا على مواقع مدنية، قد حكم عليهما بالسجن لمدة طويلة".
وكان أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، قد كشف خلال الشهر الماضي، أن أجهزة استخبارات إيران اكتشفت "شبكة إلكترونية معقدة وضخمة تابعة للاستخبارات الأميركية المركزية، معلنا أن العملية الإيرانية أدت إلى "تدمير جزء مهم من القدرات العملياتية لـ CIA في دول مستهدفة أميركيا".
وأشار شمخاني إلى أن "التعاون الأمني بين إيران وعدد من دول العالم في إطار شبكة مكافحة التجسس الدولي في مواجهة أميركا، أثمر اكتشاف خيوط شبكة التجسس الأميركية في دول أخرى"، مضيفا أنه "بعد تبادل معلومات عنها مع شركائنا في دول تم تدمير شبكة تجسس واسعة لضباط أمن الاستخبارات الأميركية المركزية واعتقل إثر ذلك عدد من العملاء".
وحينها، لم يكشف شمخاني أسماء هذه الدول أو التاريخ الدقيق لاستهداف "الشبكة الإلكترونية التجسسية الأميركية"، معتبرا أنها "فضيحة أمنية لواشنطن".