وفي تصريحات صحفية، أضاف صالحي أن عمليات بناء الوحدة الثانية من بوشهر ستنتهي خلال سبع سنوات، لتدخل بعدها عملياً في خط الإنتاج، مشيداً بالدور الروسي، ومعتبراً أن لمفاعل بوشهر أهمية دولية، كما قال إن المشروع الجديد الذي يشمل هذين المفاعلين يؤكد عمليا على أهمية واستراتيجية العلاقات الإيرانية الروسية.
وفي ذات السياق، قال المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي إن التعاون النووي بين طهران وموسكو سيستمر في الفترة المقبلة، مضيفاً في تصريحات صحفية على هامش مراسم بدء عمليات البناء، أن رئيس شركة روس أتوم اليكسي ليخاتشوف شارك في هذه المراسم، التي تأتي قبل يوم واحد فقط من وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران، حيث سيشارك في اجتماع ثلاثي إيراني روسي أذربيجاني.
وأوضح كمالوندي بحسب وكالة فارس أن المفاعلين الجديدين قادران على إنتاج ألف و57 ميغاواطاً من الكهرباء، كل على حدة، مشيرا إلى أن تكلفة المشروع تصل إلى عشرة مليارات دولار تقريبا.
كما ذكر أن صالحي بحث مع ضيفه الروسي مسائل تتعلق بالتعاون النووي بين إيران وروسيا، ولاسيما تلك المرتبطة بالوقود النووي، وتطوير عمل المفاعلات التي تستخدم لأغراض علمية، قائلا إن المحادثات الثنائية ستستمر في الفترة المقبلة وقد تسفر عن صفقات جديدة.
وكان كمالوندي قد أعلن أمس الاثنين أن إيران ستستمر
بعملها لتطوير محركات الدفع النووي، وعاد ليؤكد اليوم أن بلاده مستمرة ببرامجها المرتبطة بإنتاج النظائر المستقرة، وهو ما يسير وفق جدول زمني محدد على حد وصفه.
تأتي هذه التصريحات النووية، في وقت يستمر فيه التراشق بين إيران وأميركا التي يتبنى رئيسها دونالد ترامب نهجا تصعيديا إزاء اتفاق إيران النووي، ويحاول تطبيق استراتيجيته الجديدة في محاولة لمحاصرة برنامجها الصاروخي، بينما تصر البلاد على فصل الملف العسكري الصاروخي عن ذاك النووي، في وقت يظهر فيه حرص المسؤولين الإيرانيين على استمرار العمل بالاتفاق بين طهران والسداسية الدولية، ولاسيما أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت التزام إيران بتعهداتها، وهو ما سمح بإلغاء قرارات العقوبات النووية وحسب.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات تستهدف برنامج إيران العسكري والحرس الثوري وتدرس فرض قرارات جديدة على ذات الشاكلة، وعن الأمر قال قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري في كلمته خلال مؤتمر "عالم خال من الإرهاب" الذي تستضيفه طهران إن واشنطن تسعى لفرض القانون المعروف باسم كاتسا بحجة البرنامج الصاروخي ودور الحرس الإقليمي، لكن الحقيقة أنها تحاول محاصرة طهران اقتصاديا من جديد، حسب رأيه.
وأضاف جعفري أن طهران لن تتوانى عن تطوير برنامجها الصاروخي، وأشار إلى أن الصواريخ التي تمتلكها البلاد يصل مداها إلى ألفي كيلومتر، وهناك إمكانية لزيادة هذا الرقم، حسب تعبيره.
واعتبر كذلك أن "العقوبات التي فرضت على طهران سابقا أدت بالنتيجة للدخول لمحادثات وانتهت بالتوصل للاتفاق النووي الذي لم يعد على بلاده بأي نفع، وعلى أميركا أن تعلم أن إيران جربت مرارا نكثها للعهود" قائلا إن أسلوب التهديد والحظر لن يؤدي للتراجع عن تطوير الصواريخ".
وفي السياق الإقليمي رأى جعفري أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية دعم الإرهاب، وقال إن دور بلاده كان واضحا "فلولا إيران لاحتلت إسرائيل لبنان، ولكان مصير سورية أسوأ من مصر وليبيا، ولاحتلّ داعش أرض الشام، ولارتكبت السعودية جرائمها بحق الشيعة والمجاهدين من السنة" كما ذكر.