الحرس الثوري الإيراني يعترف بإجراء تجربة صاروخية "مؤخراً": "كانت اختباراً مهماً"

11 ديسمبر 2018
لم تحدّد إيران تاريخ التجربة الصاروخية (آتا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

أكّد الحرس الثوري الإيراني إجراء تجربة صاروخية "مؤخراً"، اليوم الثلاثاء، بعد أكثر من أسبوع على تنديد واشنطن وباريس ولندن بالعملية.

وأكد أمير علي حاجي زادة، قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، أنّ طهران أجرت تجربة على صاروخ باليستي "مؤخراً"، من دون أن يحدد تاريخها، واصفاً إياها بأنّها "كانت اختباراً مهماً، أثار اهتمام الولايات المتحدة الأميركية كذلك"، حسب قوله.

وفي تصريحات لوكالة أنباء "فارس الإيرانية"، أضاف حاجي زادة، أنّ "إيران ستستمرّ بالاختبارات الصاروخية، والقوات المسلحة تجري ما يقارب خمسين تجربة في العام الواحد"، لكنّه لم يذكر طراز ونوع الصاروخ الذي جرّبته أخيراً.

ويأتي التأكيد الإيراني، بعدما عقد مجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء الماضي، اجتماعاً مغلقاً، بناءً على طلب فرنسا وبريطانيا، اللتين اتّهمتا إيران باختبار صاروخ باليستي متوسط المدى.

وقالت الولايات المتحدة، في 2 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، إنّ التجربة الصاروخية الإيرانية انتهاك لقرار مجلس الأمن الذي صادق على الاتفاق النووي عام 2015 والذي انسحبت منه واشنطن. كذلك دعت الأوروبيين إلى فرض عقوبات على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، الذي يمثل بنظرها "تهديداً خطيراً ومتنامياً".

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، آنذاك، إنّ طهران أجرت تجربة على صاروخ باليستي متوسط المدى، واصفاً ذلك بـ"الانتهاك الصارخ" للقرار 2231 الأممي، والذي يدعو إيران إلى الإقلاع عن إطلاق الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية.

ورفضت إيران، على لسان مسؤوليها، هذه الاتهامات، من دون أن تنفي أو تؤكد، في حينه، إجراء اختبار جديد، إذ قالت الخارجية الإيرانية إنّ الصواريخ التي تمتلكها البلاد "دفاعية وضرورية لرفع قوة الردع، ولا تنتهك القرار الأممي".

وقالت فرنسا إنّها قلقة من هذه التجربة، واعتبرت في بيان لخارجيتها، يوم الثلاثاء الماضي، أنّها "استفزازية ومزعزعة للاستقرار" و"لا تمتثل" لقرار الأمم المتحدة حول الاتفاق النووي.

كذلك وصف وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، التجارب الصاروخية الإيرانية بأنها "استفزازية وذات طبيعة تهديدية ومناقضة" للقرار الأممي، وقال إنّ بريطانيا مصممة على أنّها "يجب أن تتوقف".

العودة إلى التفاوض "محض خيال"

من جهته، قال قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، في تصريحات نقلتها الوكالات الإيرانية، اليوم الثلاثاء، إنّه "إذا كانت أميركا تعتقد بأنّ انسحابها من الاتفاق النووي يعيد طهران إلى طاولة التفاوض، فعليها أن تعلم أن هذا محض خيال".

وأضاف جعفري أنّ "الهيمنة الأميركية تراجعت، وقدرتها تتجه نحو الزوال"، معتبراً أنّ "واشنطن فقدت الأمل من تحصيل نتائج تهديدها لإيران"، بحسب قوله.

وأضاف قائد الحرس الإيراني أنّ ما يطلبه الرئيس الأميركي دونالد ترامب "مجرّد أمنيات لن تتحول إلى واقع عملي"، مشدداً على أنّ "طهران لا تستسلم للضغوطات".


وأعلن ترامب، في 8 مايو/ أيار الماضي، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الموقّع في 2015، وقرّر استئناف العقوبات على طهران، بسبب ما وصفها بـ"العيوب الجسيمة" في الاتفاق.

لكن ترامب عاد وأبدى استعداده للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني، من دون شروط مسبقة، لبحث كيفية تحسين العلاقات، بينما صدرت في طهران ردود مشككة في نوايا ترامب وفريقه، بعد خطوة الانسحاب من الاتفاق النووي.