بعد ثلاثة أيام من محادثات صعبة، بدأت بين وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ونظيره الأميركي جون كيري، بحضور ممثلة السداسية الدولية كاثرين آشتون، عاد الفريق الإيراني المفاوض إلى العاصمة طهران، اليوم الأربعاء، مشدداً على الإصرار الإيراني على شرطين أساسيين، هما إلغاء الحظر الاقتصادي المفروض على البلاد، واستمرار تخصيب اليورانيوم.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إرنا، عن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قوله إن إيران تسعى إلى تحقيق توافق، وستستمرّ في سياسة الحوار، ولكنّها تصرّ على حقوقها النووية، تزامناً مع التعامل بشفافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبراً أنّ التوصّل إلى اتفاق سيصبّ في مصلحة المنطقة والعالم أجمع. وفي حال صبّ في مصلحة طرفٍ من دون آخر، فلن يكون توافقاً محكماً دائماً، حسب قوله.
وأشار روحاني، إلى أنّ بلاده لا تريد أن تمتلك سلاحاً نووياً، موضحاً أنّ الفتوى التي أصدرها المرشد الأعلى، علي خامنئي، والتي تحرم إنتاج واستخدام الأسلحة النووية، كفيلة بإعطاء ضمانات كافية للأطراف القلقة من تطوير بعدٍ عسكري للبرنامج النووي الإيراني.
من جهةٍ ثانية، شدّد روحاني على أنّ المحادثات مع إيران لا يجب أن تكون محكومة بالسياسة الداخلية لأي بلد، ولا بنتائج انتخابات غيّرت التركيبة السياسية فيه، في إشارة إلى انتخابات الكونغرس، التي فاز فيها الحزب "الجمهوري" الذي يرتقب أن يمارس ضغطاً بشأن سياسة الرئيس باراك أوباما إزاء إيران، وطالب روحاني واشنطن بأن تكون أكثر منطقية على طاولة الحوار، وأن تحاول تقبّل الشروط الإيرانية.
بدوره، ركّز رئيس مجلس الأمن القومي، علي شمخاني، في تصريحاتٍ له اليوم الأربعاء، على الرسالة التي وجّهها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، والتي تحدث فيها عن تعاون مشترك بين طهران وواشنطن، ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في حال تمّ التوصل إلى اتفاق نووي، فاعتبر شمخاني أنّ هذا النوع من التخاطب مع إيران، يعود لسنوات مضت، معلناً أن إيران ردّت في أكثر من حالة على رسائل من هذا النوع.
ورأى أنّ الولايات المتحدة تناقض نفسها، إذ يختلف خطابها في الرسائل الموجّهة إلى إيران عن سياساتها المعلنة، معتبراً أنّ هذا الأمر يأتي للتأثير على الداخل الأميركي.
إلى ذلك، أعرب شمخاني أنّ إيران لن تقدّم على طاولة الحوار، أكثر من التعهدات التي تنصّ عليها معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، مؤكّداً أنّ بلاده أبلغت واشنطن بأنّها لن ترضى بأن تقلّص حقوقها النووية، كما أنّها تصرّ على إلغاء الحظر، ولن تستغني عن حق تخصيب اليورانيوم الذي تحتاجه لعمل المفاعلات النووية، وليس للزينة، حسب تعبيره. مشيراً أن أميركا تحاول تلبية المطالب الإسرائيلية، وهو ما سيعرقل التوصل إلى اتفاق.
وفي ذات السياق، قال نائب وزير الخارجية الإيراني وعضو الوفد المفاوض، عباس عراقجي، لوكالة أنباء فارس إن الوفد المفاوض لن يستغني عن التخصيب، ولكن النقاش يدور الآن حول نسبته، وهي إحدى النقاط العالقة على طاولة الحوار.
يذكر أنّ جولة محادثات جديدة بين إيران والدول الست الكبرى، ستعقد في فيينا في 18 من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، في مسعىً لحلحلة الخلافات العالقة و للتوصل إلى اتفاق نهائي قبل 24 من هذا الشهر، وهي المهلة التي حددها اتفاق جنيف المؤقت.