عاد الفريق الإيراني المفاوض بقيادة وزير خارجية البلاد، محمد جواد ظريف، إلى العاصمة الإيرانية طهران، صباح الأربعاء؛ وكان في استقبال الوفد في مطار مهرأباد (غربي العاصمة) مئات الإيرانيين، الذين ردّدوا شعارات داعمة لهذا الوفد تثني على جهوده، التي أدّت إلى التوصل لاتفاق نووي نهائي مع الغرب في فيينا، أمس الثلاثاء.
واعتبر ظريف، لدى وصوله إلى طهران، أنّ بلاده استطاعت الاحتفاظ ببرنامجها النووي، وستسير نحو تقدم تكنولوجي، لا سيما أن الاتفاق سمح بالاحتفاظ بحق تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية.
كما رأى أنّ محادثات بلاده مع الغرب، خلال الأشهر الماضية، والتي توّجت بالتوصل إلى اتفاق، ستتبدل إلى فرصة كبيرة وإيجابية، فإيران أبدت ليونة دبلوماسية، ولكنّها في الوقت ذاته استطاعت الاحتفاظ بحقوقها النووية، ونالت اعترافاً دولياً بها، كما نالت امتياز إلغاء العقوبات الاقتصادية.
وأشار وزير الخارجية إلى أنّ هذا الاتفاق سيدخل مرحلة التنفيذ العملي بعد أربعة أشهر تقريباً، موضحاً أنّه سيتم إقراره في مجلس الأمن الدولي خلال أيام، وستكون طهران قد حققت إنجازاً هاماً للغاية حينها.
بدوره، قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، الذي رافق ظريف وقاد المفاوضات بشقيها الفني والتقني مع الغرب، إنّ إيران ستكون قادرة على تصدير التكنولوجيا النووية أيضاً بموجب اتفاق فيينا، إذ ستصدر اليورانيوم المخصب والماء الثقيل، وكل هذا يعني استمرار العمل على تطوير البرنامج النووي السلمي.
دور عُمان
وفي السياق النووي ذاته، تتواصل الإشادات من قبل المسؤولين السياسيين في الداخل الإيراني، بما اعتبرته طهران إنجازاً حقيقياً، فشكر رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، اليوم الأربعاء، أعضاء الوفد المفاوض، قائلاً إنّ "هذه التجربة أثبتت نجاح السياسة الإيرانية، إذ استطاعت طهران الاحتفاظ بكرسيها في النادي النووي، كما احتفظت بحقوقها، وهذا بعد إصرار الدول الكبرى في السابق على تعليق كل أنشطة البلاد النووية".
هذا الأمر بالنسبة للاريجاني أغضب إسرائيل، ولكنه اعتبر أن الاتفاق سيساعد على فتح صفحات علاقات جديدة مع الخارج، موجّهاً رسالة لدول المنطقة، بأن عليها أن تستفيد من فرصة التوصل إلى هذا الاتفاق وتحويله إلى فرصة إيجابية، وهو ما سيزيد التعاون بين إيران والآخرين.
وتوجّه لاريجاني بالشكر بشكل خاص للسلطان العماني، قابوس بن سعيد، وهو الوسيط الأساسي بين إيران وأميركا، والذي نقل رسائل عدّة بين الطرفين تتعلق بالنووي.
من جهةٍ ثانية، توجّه لاريجاني بخطابه إلى الحكومة الإيرانية، مطالباً إياها بالتركيز على حل مشكلات الداخل الاقتصادية بالأساس، مضيفاً "طهران قدّمت تنازلات عدّة نووياً، ولكنها نالت امتياز إلغاء العقوبات الاقتصادية، وهذا منطلق لتحسين أوضاع البلاد"، بحسب رأيه.
كما ذكر لاريجاني أنّ البرلمان سيحصل على تقرير مفصل من وزير الخارجية حول هذا الاتفاق، وسيكون على النواب التدقيق جيداً في كل البنود، داعياً الكل في البرلمان إلى العمل لتحقيق مصلحة البلاد، معتبراً أنّ "الفرق بين الكونغرس الأميركي والبرلمان الإيراني، وهما مؤسستان ستؤثران جدياً على مستقبل الاتفاق النووي، هو أن كثرين في الكونغرس يريدون إفشال الاتفاق، بينما البرلمان الإيراني سيعمل على تحقيق مصلحة البلاد"، وفي كلام لاريجاني هذا إشارات ودعوات للنواب المتشددين، بتأييد الاتفاق بما يصب في مصلحة طهران أولاً.
اقرأ أيضاً: الإيرانيون يحتفلون بالاتفاق النووي والمرشد يثني على الوفد المفاوض