في وقت تصعّد فيه الإدارة الأميركية تجاه طهران، عبر الإعلان عن إرسال آلاف الجنود الإضافيين إلى الخليج، ومبيعات أسلحة بقيمة 8.1 مليارات دولار لكل من السعودية والإمارات والأردن لـ"ردع إيران"، وتوجيه اتهامات رسمية لطهران بالضلوع في تفجيرات الفجيرة الأخيرة ضد ناقلات نفط، وصفت السلطات الإيرانية، اليوم السبت، هذا التصعيد بـ"الخطير للغاية للأمن والسلام الدولي"، مؤكدة أنه "لا إمكانية لاندلاع حرب"، وكذلك "الحل السريع" للأزمة.
وفي هذا السياق، علّق وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على إعلان الإدارة الأميركية نيتها إرسال قوات إضافية إلى المنطقة، بقوله إن ذلك يعتبر "خطراً كبيراً للغاية على الأمن والسلام الدولي"، داعياً إلى "التصدي لهذه الخطوة".
واتهم ظريف واشنطن بـ"طرح مزاعم لتبرير سياساتها العدائية، ولخلق التوتر في الخليج".
في سياق متصل، قال مساعد قائد الجيش الإيراني، الجنرال أمير سيفي، اليوم السبت، في مقابلة مع وكالة "مهر" الإيرانية، تعليقا على التحركات العسكرية الأميركية الأخيرة في المنطقة، إنه "لا إمكانية لوقوع حرب أبدا، وفي حال وقعت أي حرب فقواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد وستقوم برد يجعل العدو نادما".
وأضاف سيفي "أننا على قناعة بأن العقلاء والقادة العسكريين ذوي الخبرة في أميركا لن يسمحوا للعناصر المتطرفة بجرهم إلى مستنقع الحرب، الذي الخروج منه صعب للغاية"، مؤكدا أنه "لهذا السبب لن تدخل الإدارة الأميركية في حرب، وفي حال ارتكبت هذا الخطأ سترد قواتنا المسلحة بكل حزم".
وأوضح مساعد قائد الجيش الإيراني أن واشنطن "لديها تقييم صحيح عن قدرات القوات المسلحة الإيرانية، ما يمنعها من التفكير في أي عدوان"، قائلا إن "الأعداء يستخدمون أساليب مختلفة للوصول إلى أهدافهم، منها بث الشعور باللاأمن بين الإيرانيين".
وأضاف في هذا الصدد، أن الولايات المتحدة تستخدم "الأوباش ليسود الخوف والرعب، لكي لا يشعر الناس بالأمن"، داعيا القوات المسلحة الإيرانية إلى منع هؤلاء من نشر "اللاأمن في المجتمع الإيراني".
كما اعتبر سيفي أن الهدف من نشر حاملة طائرات "يو إس إس" في المنطقة هو "ترهيب الشعب الإيراني"، مشددا على أنه "لا يمكن أن تقدِم أميركا على عمل ضد إيران وتنتصر فيه".
وقال إن "الأميركيين لو أرادوا الدخول في حرب لما كانوا بحاجة للمجيء إلى الخليج"، متسائلا "هل هم (الأميركيون) فتحوا معرضاً لمعداتهم العسكرية للهجوم على أفغانستان والعراق".
رشيد: إيران وأميركا مواجهة مفصلية
وبدوره، وصف القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني، قائد قاعدة "خاتم الأنبياء"، اللواء غلام علي رشيد، التوتر الحالي بين بلاده والولايات المتحدة الأميركية بأنه "مواجهة مفصلية، لأن العدو خيّرنا بين الحرب أو الفوضى"، مخاطبا واشنطن بقوله "لا تخيفونا من الحرب، فنحن اكتسبنا عزتنا بدمائنا، واليوم مستعدون لأي وضعية".
وأكد رشيد، في كلمة خلال جلسة للبرلمان الإيراني، أنه "لا يمكن الحديث عن أمن مضيق هرمز من دون أخذ مصالح إيران وصادراتها النفطية بعين الاعتبار"، قائلا "نحذّر العدو أن لا يخطئ، فسيتحمل خسائر فادحة".
وأضاف أن "العدو" يخاف من قدرات بلاده العسكرية ونفوذها الإقليمي.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد ذكر، الجمعة، أنه سيرسل نحو 1500 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط، أغلبهم في إطار إجراءات وقائية، في ظل تصاعد التوتر مع إيران، مضيفاً أن الانتشار سيتضمن عدداً صغيراً نسبياً من القوات.
واعتبر بولتون، الذي يعدّ من الصقور في إدارة الرئيس دونالد ترامب، أن الاعتداءات الأخيرة لإيران ووكلائها في الشرق الأوسط مدعاة للقلق، موضحاً أن معلومات الاستخبارات بشأن تهديد النظام الإيراني "عميقة وخطيرة".
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني، اليوم، لوكالة "رويترز"، أنه "لا حل سريعا" لأزمات بلاده مع الولايات المتحدة الأميركية، نافيا وجود إمكانية لإجراء اتصال مع نظيره الأميركي مايك بومبيو.
وفي هذا الصدد، قال ظريف، إن "بومبيو كلما يتحدث عن إيران يسيء إليّ، فلماذا أردّ حتى على اتصاله؟".
وكان الوزير الأميركي قال، أمس الجمعة، تعليقا على سؤال حول عدم وجود قناة للتواصل المباشر مع إيران، إن "هناك قنوات كثيرة يمكننا من خلالها التواصل مع إيران، حيث إن عمان وسويسرا والعراق هي دول لديها علاقات جيدة مع الطرفين وبإمكانها مبادلة رسائل".