وأضاف إسماعيلي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، وفقاً لما أورده التلفزيون الإيراني، أنّ مجد كان يتجسس على قوات "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ويرصد تحركاته و"يزوّد العدو بأماكن وجوده وتنقلاته"، مشيراً إلى أنه "تقاضى مبالغ مالية بالدولار مقابل التجسس".
وأكد أنّ حكم الإعدام بحق مجد سينفذ قريباً، بعد موافقة المحكمة العليا على ذلك.
واغتيل سليماني ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس، في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي، مطلع العام الحالي.
ولم يكشف المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية كثيراً عن ملابسات اعتقال "العميل" الإيراني وتاريخ ذلك، وإن كانت له علاقة بحادثة اغتيال سليماني في بغداد أم لا، لكن وسائل إعلام إيرانية نشرت صورة عن مجد أظهرته إلى جانب الجنرال الإيراني حسين همداني في سورية، الذي قتل عام 2015 في مدينة حلب السورية.
وفي حال صحة هذه الصورة التي لم تنشرها بعد جهات إيرانية رسمية، فإن مجد يكون قد عمل في "فيلق القدس"، واخترق الحلقة المقربة من سليماني، وإن صدور حكم الإعدام بحقه أخيراً يعني أنه نجح في التجسس على قوات "فيلق القدس" الإيراني لعدة سنوات، أقله خمس سنوات، منذ تاريخ مقتل همداني، حيث شوهد معه داخل سورية في هذا التاريخ.
وأثار الغموض بشأن نشاطات وتاريخ اعتقال مجد روايات متضاربة حول دوره في قضية اغتيال سليماني، حيث اعتبر البعض أنه من كشف للأميركيين عن دخوله إلى العراق قادماً من دمشق، ما أدى إلى اغتياله.
وفي السياق، قال الصحافي الإيراني الإصلاحي داوود حشمتي، في تغريدة على "تويتر": "في الخفاء والصمت ومن دون أن نعلم، تبين أن أحد عناصر القوات الإيرانية كان قد قدم المعلومة اللازمة التي أدت إلى اغتيال الفريق سليماني".
Twitter Post
|
إلا أن مدير وكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية في إيران، مهدي كشت كار، قد نفى، في تغريدة له عبر "تويتر"، صحة الرواية التي تتحدث عن ضلوع مجد في اغتيال سليماني، قائلاً إن "هذا الشخص كان قيد الاحتجاز خلال استشهاد الحاج قاسم سليماني، ولم يكن هو من كشف عن دخول الفريق سليماني وأبو مهدي المهندس إلى مطار بغداد".
وأضاف كشت كار أن "أحد الأعمال الجرمية التي ارتكبها محمود موسوي مجد هو الكشف عن أماكن وجود وتنقل القادة العسكريين (الإيرانيين)، منهم الحاج قاسم، خلال فترات مختلفة، لوكالة (سي آي إيه)".
Twitter Post
|
من جهته، أعلن المركز الإعلامي، التابع للسلطة القضائية في إيران، أن مجد محتجز قبل فترة من اغتيال سليماني، نافياً أن يكون هو على صلة بهذا الحادث، مشيراً إلى أن "الحكم الأولي بالإعدام بحقه قد صدر في تاريخ 25 أغسطس/ آب 2019"، أي قبل أكثر من أربعة أشهر من واقعة الاغتيال.
وكشف أنّ 70 عائلة تقدمت بشكاوى إلى الجهاز القضائي التابع للقوات المسلحة الإيرانية، مشيراً إلى أن السلطة القضائية تبت في الجانب القضائي لحادثة سقوط الطائرة فحسب.
ويوم الثامن من يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد ساعات من هجمات صاروخية إيرانية على قواعد أميركية في العراق، رداً على اغتيال سليماني في ضربة جوية أميركية بالقرب من مطار بغداد، أسقط الدفاع الجوي التابع للحرس الثوري الإيراني طائرة مدنية أوكرانية من طراز "بوينغ 737"، بعد دقائق من إقلاعها من مطار "الإمام الخميني" الدولي جنوبي العاصمة طهران بـ"الخطأ"، ما أدى إلى مقتل 176 راكباً، من جنسيات أوكرانية وكندية وأفغانية وسويدية وبريطانية، إلا أن معظمهم كانوا إيرانيين، بينهم 57 كندياً من أصول إيرانية.
وبعد خمسة أشهر على حادثة إسقاط الطائرة، وفيما الملف لا يزال مفتوحاً ولم ينته الجدل بشأنه، أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية محسن بهاروند، السبت الماضي، استعداد بلاده لتسليم الصندوق الأسود للطائرة، بعد عجزها في فك شيفرة الصندوق، "لكون الطائرة من النوع الحديث"، إلا أنه استبعد أن يحتوي على "معلومات مهمة".
وربط بهاروند تسليم الصندوق بقبول بقية أطراف الواقعة، معتبراً أن إيران "لديها صلاحية حصرية في محاكمة المتورطين في الحادث"، وفقاً لما أوردته وكالة "إرنا" الإيرانية.
وأعلن أن طهران تجري في الوقت الراهن مباحثات مع دولة أوكرانيا، معلناً استعدادها لإجراء مثل هذه المباحثات مع كندا وبقية الدول التي قتل رعاياها في الحادثة.