فيما بدأت الولايات المتحدة، الخميس الماضي، تطبيق مهمة حماية مياه الخليج، في إطار المساعي لتشكيل "تحالفها" الأمني البحري، دعتها إيران اليوم الثلاثاء إلى وقف هذه الممارسات، محذرة في الوقت نفسه من أن ذلك "يزيد من خطر اندلاع المواجهة"، مع تأكيدها أن إرسال "الأساطيل الحربية إلى الخليج حولها إلى برميل بارود".
وجاء ذلك في تغريدات لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الثلاثاء، على "تويتر"، دعا فيها الولايات المتحدة الأميركية إلى "وقف تصرفاتها التي تزعزع الاستقرار إذا ما أرادت حقاً تأمين أمن الملاحة في الخليج".
وأضاف ظريف أن "تدخلات أميركا وإرهابها الاقتصادي ضد إيران يؤديان إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة"، معتبرا أن "إرسال أساطيل حربية أجنبية إلى المنطقة وتحويلها إلى برميل بارود يزيد من خطر المواجهة فحسب".
وفي تغريدة أخرى، قال ظريف إن إشاعة الأسلحة الأميركية في المنطقة "تهدد أمنها"، مضيفا أن "إيران خلال العام الماضي أنفقت 16 مليار دولار لأهداف عسكرية بوجود مليون عسكري لها، لكن السعودية وحدها أنفقت 5 أضعاف ذلك لشراء أسلحة".
وأشار إلى أن "تكديس الأسلحة في المخازن لا يجلب السلام ولا يحقق الانتصار في الحرب"، مؤكدا أن "التعاون الإقليمي هو الذي يجلب الأمن الحقيقي".
وبدأت الولايات المتحدة، الخميس الماضي، عملياً، تطبيق مهمة حماية مياه الخليج، في إطار "تحالفها" الأمني البحري، الذي لا تزال تسعى إلى تشكيله، والذي لم تنضم إليه حتى الآن سوى بريطانيا، في مواجهة ما تصفه بـ"الخطر الإيراني".
وعبّرت إيران، السبت، عن رفضها التحالف الذي تعتزم الولايات المتحدة الأميركية تشكيله في الخليج، واصفة إياه بـ"الفاشل" قبل أن يتشكّل.
"الحرس الثوري": الاعتداء على حلفائنا مواجهة غير مباشرة معنا
إلى ذلك، أعلن نائب القائد العام لـ"الحرس الثوري الإيراني"، العميد علي فدوي، اليوم، أن "اعتداء الأعداء على أصدقاء الثورة هو مواجهة غير مباشرة مع إيران"، داعيا "أعداء" إيران إلى "مجرد التفكير بمهاجمة إيران".
وأضاف فدوي أن "الأعداء خاضوا مواجهات مع حزب الله (اللبناني) واليمنيين (الحوثيين) والعراقيين وفصائل فلسطينية وفشلوا في جميع هذه المعارك"، قائلاً إن "الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) قد أقر بفشل التحالف الذي حارب الحكومة السورية".
واعتبر ذلك "اعترافاً بالهزيمة" أمام إيران، قبل أن يشير إلى الحرب على اليمن، بالقول إن أعداء بلاده كانوا يتخيلون إلحاق الهزيمة بالحوثيين "لكن منذ خمس سنوات وهم متورطون في المستنقع اليمني".
وأشار إلى أنهم (الأعداء) "يتوسلون اليوم بإيران لإخراجهم من هذا المستنقع".
إزاحة الستار عن سيارات مدرعة
وإلى جانب الإعلان عن إنشاء منشآت نووية جديدة وتسريع إنتاج اليورانيوم، أزاحت طهران اليوم الثلاثاء، عن سيارات وناقلات مدرعة بحضور مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى.
وأفات وكالة "تسنيم" الإيرانية بأن وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، قد رفع الستار عن سيارتي "أرس الثانية" التكتيكية و"رعد" المصنعتين محليا في حفل بهذه المناسبة في منظمة الصناعات الدفاعية بمدينة أصفهان وسط إيران.
وقال حاتمي خلال الحفل إن "سيارات أرس الثانية لديها إمكانيات وقدرات متطورة، تمكّنها من التحرك السريع في المناطق الوعرة وحمل السلاح والأجهزة العسكرية الثقيلة"، مشيراً إلى أن قدرات هذه السيارات المدرعة "من حيث المحرك واستهلاك الوقود ومعايير البيئة والنطاق العملياتي والسرعة" تفوق قدرات الجيل الأول لهذه السيارات (أرس الأولى) المصنعة محلياً.
وأضاف أن "تصميم وإنتاج سيارات "أرس الثانية" "جاء وفقاً لتقنية السيارات التكتيكية لتلبية احتياجات القوات العسكرية، واليوم سيتم تسليم عدد كبير منها إلى هذه القوات".
وأكد وزير الدفاع الإيراني أن "امتلاك وزارة الدفاع علم وتقنية إنتاج هذه السيارات يمثل خطوة مهمة في سبيل إنتاج سيارات أكثر تطوراً لا تمتلك سوى دول قليلة تقنياتها".
وعن ناقلات "رعد" المدرعة، التي أنتجتها وزارته وأزيح الستار عنها اليوم قال حاتمي إن هذه الناقلات المدرعة "مضادة للألغام والكمائن المفخخة والعبوات الناسفة المزروعة على الطرق"، مشيراً إلى أنها "تتناغم مع جميع أنواع المناخ في البلاد وهي بلا هياكل قاعدية (الشاسية)".
وأوضح أن هذه الناقلات "مناسبة للمعارك غير التقليدية وداخل المدن وعلى الحدود"، لافتاً إلى أنها "تحمي أرواح القادة والشخصيات والجنود في العبور من مناطق مشبوهة بوجود كمائن انفجارية وعبوات ناسفة على الطرق".
واستطرد قائلاً إن سيارات "رعد" المدرعة هي الجيل الأكثر تقدماً من سيارات "طوفان" الإيرانية العسكرية.
وكان وزير الدفاع الإيراني قد قال الأربعاء الماضي لوكالة "تسنيم" الإيرانية، على هامش اجتماع للحكومة الإيرانية، إنه سيتم في هذا اليوم الكشف عن إنجازات دفاعية جديدة لوزارة الدفاع "سترفع القدرة الدفاعية بشكل لافت وكبير".
ويأتي الكشف عن إنتاج هذه السيارات العسكرية، فيما أعلنت إيران السبت الماضي، إزاحة الستار عن منظومة للدفاع الصاروخي جرى تطويرها محليا بمدى 400 كيلومتر وقادرة على كشف صواريخ كروز والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وعرض التلفزيون الإيراني لقطات لمنظومة "فلق"، وهي مركبة رادار متنقلة قال التلفزيون إنها نسخة متطورة من منظومة جاما التي قال خبراء عسكريون إنها روسية الأصل.
ومن المقرر أيضا أن تزيح إيران الستار عن منظومة متطورة للدفاع الجوي، تحمل اسم "باور 373"، في اليوم الوطني "للصناعة الدفاعية" الموافق للثاني والعشرين من الشهر الجاري.
وبحسب المصادر العسكرية الإيرانية، فإن منظومة "باور 373" هي منظومة دفاع جوي بعيدة المدى، إيرانية الصنع بالكامل، وأكثر تقدماً من منظومة "إس 300" الروسية.