أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الاثنين، أن واشنطن مارست "أقسى الضغوط" ضد بلاده خلال عامين وثلاثة أشهر منذ انسحابها من الاتفاق النووي يوم الثامن من أيار/مايو 2018، مشيرا إلى أنها "كانت تتوقع أننا لن نصمد إلا عدة أشهر وسنضطر للاتصال بهم"، لكنه أكد أن ذلك لم يحصل.
وأضاف روحاني، خلال اجتماع مع مدراء صناعات البتروكيماويات والفولاذ في إيران، أنه تلقى خلال العامين الأخيرين "23 طلبا من أميركا للقاء المسؤولين الأميركيين"، قائلا إنه خلال زيارته نيويورك في أغسطس/آب الماضي "طلبوا ثماني مرات اللقاء معي، وكذلك خلال العام 2018 طالبنا جميع قادة الدول الغربية والأوروبية تقريبا باللقاء مع المسؤولين الأميركيين".
وأكد الرئيس الإيراني، وفقا لما أوردته وكالة "إيسنا" الطلابية الإيرانية، "نحن لا نخاف من التفاوض، لكننا لا نريد المسرحية والاستعراض، بل نريد حل القضية"، إلا أنه في الوقت ذاته، ربط أي تفاوض مع واشنطن بإلغاء العقوبات المفروضة على إيران بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.
وشدد روحاني على أن هذا الطلب لبلاده "ليس شرطا مسبقا بل هو واقع، حيث عليهم إنهاء المسار الخاطئ الذي سلكوه"، مضيفا "أنهم مارسوا الضغوط على الشعب الإيراني وليس الحكومة وعقوباتهم إرهاب اقتصادي، واليوم في زمن كورونا يمارسون إرهابا صحيا أيضا".
ونقل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصراع القديم مع طهران إلى مرحلة جديدة وغير مسبوقة من التوتر منذ أكثر من عامين، على خلفية انسحابه من الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه باراك أوباما والمجموعة الدولية مع الحكومة الإيرانية عام 2015.
وبعد انسحابه من الاتفاق، فرض ترامب عقوبات شاملة ومشددة وغير مسبوقة على طهران، طاولت جميع مفاصل اقتصادها، مما وضعها أمام أزمة اقتصادية.
وشهد العامان الأخيران أنواعا من التصعيد بين الطرفين في مياه المنطقة وأجوائها وساحات الاشتباك، كادت أن تشعل مواجهة عسكرية، خصوصا بعد إسقاط إيران طائرة مسيرة أميركية عملاقة في الخليج في الـ20 من يونيو/حزيران الماضي، حيث قال ترامب حينها إنه أمر بشن هجمات على إيران، لكنه تراجع عن ذلك لكون "الرد غير مناسب على إسقاط طائرة غير مأهولة يمكن أن يؤدي إلى مقتل 150 إيرانيا".
وقامت واشنطن باغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني الجنرال قاسم سليماني، مطلع العام الحالي، في ضربة جوية بالقرب من مطار بغداد الدولي، وردت السلطات الإيرانية على ذلك بقصف قواعد أميركية في العراق.
وفي خضم تصاعد التوتر بين الطرفين خلال العامين الأخيرين، دخلت أطراف إقليمية ودولية عدة على خط الوساطة بينهما لخفض التصعيد، في مقدمتها سلطنة عمان وفرنسا واليابان، وسط دعوات أميركية متزايدة لم تتوقف بعد للتفاوض مع إيران، لكن جهود الوساطة فشلت في إعادة الطرفين للمسار الدبلوماسي بعد رفض طهران دعوات التفاوض، رابطة أي تفاوض بجملة شروط، على رأسها إنهاء العقوبات، معتبرة أنها "استعراضية ومسرحية".