وقال مدير ناحية "نالباريز" التابعة لقضاء بنجوين بمحافظة السليمانية، هيمن إبراهيم، في تصريح صحافي، إن القوات الإيرانية استولت على مساحة من الأرض تابعة للناحية بطول 1000 متر وعرض 500 متر وتجاوزت الحدود بين البلدين وأقامت عليها ثكنة عسكرية. وحصل التجاوز الإيراني عند قرية "كاني سيفي" التي تبعد نحو 365 كلم شمال شرق بغداد.
وقال أهالي القرية لوسائل إعلامية محلية إن الإيرانيين بدأوا بالتضييق عليهم وإعاقة استغلالهم لأراضيهم من خلال زرع الألغام بداخل أراضي القرية، ما أثر على عملهم في الزراعة وفي رعي حيواناتهم، وأن ألغاما انفجرت بالفعل بمواشيهم أخيراً.
وكانت المدفعية التابعة للجيش الإيراني قد قامت يوم 26 من الشهر الجاري، بقصف 10 قرى عراقية تابعة لمحافظة أربيل بإقليم كردستان، ما أدى إلى إصابة ستة من المدنيين، بينهم امرأة واثنين من الأطفال بجروح، كما وتسبب بإخلاء ستة قرى من قبل سكانها.
وتتذرع القوات الإيرانية بوجود معارضين كرد إيرانيين في المناطق الحدودية التي قامت بقصفها، في الوقت الذي ترفض فيه سلطات الإقليم وجود أولئك في القرى التي طاولها القصف. بدورها قالت المعارضة الكردية الإيرانية إنها لم تتجاوز الحدود بين العراق وإيران وأن عناصرها الذين يقومون بهجمات ضد الجيش الإيراني بداخل المدن الإيرانية إنما هم خلايا معارضة موجودة هناك ولم تتسلل من العراق.
وتقيم فصائل المعارضة الكردية الإيرانية مقرات لها في العراق منذ أكثر من ثلاثين سنة، وكان الحكم السابق بقيادة صدام حسين قد سمح لهم بالإقامة وممارسة أنشطة سياسية وعسكرية ضد إيران انطلاقاً من الأراضي العراقية، لكن الحرب الأميركية على العراق في 2003 أدت إلى تراجع التواجد الإيراني المعارض في العراق، كما وتم إغلاق مخيمات كانت تؤوي لاجئين إيرانيين أقامتها الأمم المتحدة على الحدود العراقية السورية.
ورداً على القصف المدفعي الإيراني والتجاوزات الحاصلة على أراضي إقليم كردستان العراق، قالت حكومة الإقليم إن رئيس مجلس الوزراء نيجيرفان البارزاني أبلغ وفداً دبلوماسياً إيرانياً وصل إلى أربيل، يوم أمس الأربعاء، استياءه إزاء التجاوزات.
وقال بيان حكومي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، إن رئيس مجلس وزراء إقليم كردستان أعرب للوفد الإيراني "عن قلقه واستيائه حول الأحداث الأخيرة وبالأخص القصف المدفعي الذي تتعرض له مناطق بكردستان والذي أدى إلى إلحاق الضرر بعدد كبير من المواطنين وترك أماكنهم ومناطقهم".
وكان الإقليم قد طالب في بيان سابق له الحكومتين الإيرانية والتركية بوقف قصفهما للمناطق الحدودية في الإقليم بحجة ضرب معارضيهما، لأن ذلك أدى إلى تدمير وإخلاء مئات القرى، كما وطالب البيان المعارضين لكل من طهران وأنقرة بتجنب شن هجمات ضد بلديهما انطلاقاً من الأراضي العراقية.