لا تزال التهديدات الإيرانية تتواصل ضد الإمارات بعد تطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، وهي نابعة عن شعورها بالخطر القادم ضد أمنها القومي، بعد ما أصبح للإسرائيليين موطئ قدم رسمي في الخليج.
وأطلق مساعد رئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، حسين أمير عبداللهيان، تهديدات ثقيلة وصريحة ضد أبوظبي، مؤكدا أن "الإمارات ستكون جزءا من الرد" الإيراني في حال ارتكبت إسرائيل "أي حدث ظاهر أو مبطن" ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وهاجم عبداللهيان، في مقابلة مع قناة "العالم" الإيرانية، بثته الليلة، الإمارات بشدة، معتبرا أنها "تقبع تحت البسطار الأميركي"، ومؤكدا أن تطبيعها مع الاحتلال الإسرائيلي "لم يكن قرارا مستقلا من حكام الإمارات، بل إن الضغوط الأميركية والصهيونية هي التي جعلت الإمارات تقبل الرضوخ لهذه المذلة، وأن تقوم بهذه الخيانة بحق القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني".
وتساءل المسؤول الإيراني عن الحسابات التي دفعت الإمارات نحو تطبيع علاقاتها مع الإسرائيليين، مضيفا أنها "بهذه الخطوة عرّضت أمنها وأمن الخليج وانتقال الطاقة من المنطقة وأمن جيرانها والجمهورية الإسلامية الإيرانية للخطر".
وشدد عبداللهيان على أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد قد ارتكب خطأ استراتيجيا من خلال هذه الخطوة، داعيا نائب رئيس دولة الإمارات محمد بن راشد إلى تدارك هذا الخطأ، إذ قال إنه "من الممكن أن يقوم محمد بن راشد باتخاذ تدابير أكثر حكمة، وهناك أشخاص آخرون في الإمارات العربية المتحدة يمكنهم تصحيح هذا الخطأ الاستراتيجي والعودة عن هذا المسار الخاطئ".
غير أن مساعد رئيس البرلمان الإيراني توعد باستهداف الإمارات في حال ارتكاب إسرائيل أي عمل في الداخل الإيراني، قائلا بهذا الشأن: "منذ أن أفصحت الإمارات تطبيعها لعلاقاتها مع الكيان الإسرائيلي الموهوم فإن أي حدث ظاهر أو مبطن يحدث على يد أجهزة المخابرات الإسرائيلية أو عملائهم في الجمهورية الإسلامية أو المنطقة، فإن الرد الذي سوف يأتي لن يكون موجها للكيان الصهيوني وحسب، وسوف تكون الإمارات جزءا من الرد".
وقال إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتعامل مع الإمارات بـ"إهانة"، مضيفا أن نتنياهو "يشعر أن الإمارات بأكملها ليست سوى مستوطنة صهيونية يزيح الستار عنها اليوم، وهذه إهانة ارتضاها محمد بن زايد للشعب الإماراتي وللمنطقة، ونحن آسفون بشدة لذلك".
وأكد عبداللهيان على توجه بلاده لزيادة الدعم لحلفائها في المنطقة ردا على التطبيع الإسرائيلي الإماراتي، قائلا بهذا الصدد إنه "كلما زادوا من شدة الحظر علينا سوف نقوم بزيادة دعم المقاومة في المنطقة".
وفي إشارة إلى مؤتمر الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في رام الله وبيروت، اعتبر المسؤول الإيراني أنه "بعث برسالة قوية إلى الإمارات".
ولم يتوقف الهجوم الحاد من المسؤول الإيراني على الإمارات وحدها، بل اتهم عبداللهيان السعودية أيضا بـ"الخيانة الكبرى للقضية الفلسطينية والدول والأمة الإسلامية" لسماحها بعبور الطائرات الإسرائيلية من أجوائها إلى الإمارات، ومحذرا الرياض من تكرار الخطأ الذي ارتكبته الإمارات.
إلا أنه خاطب في الوقت ذاته، السعودية والإمارات بالقول "إن الأوان لم يفت بعد ويمكن التصرف وفق العقل والتدبير"، متوقعا أن تعلن البحرين أيضا عن تطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، داعيا هذه الدول إلى "عدم التلاعب بأمن المنطقة عبر التعاون والتطبيع مع أكثر الأنظمة إجراما كالنظام المزيف لإسرائيل".
وتأتي التهديدات الإيرانية ضد الإمارات في وقت كشف فيه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم الأحد، أن الإمارات وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق لتشكيل تحالف ضد إيران، وذلك بعد أسابيع قليلة من إشهار أبوظبي تطبيعها مع تل أبيب.
وقال بومبيو، في حوار مع قناة "فوكس نيوز"، نشرت وزارة الخارجية الأميركية جزءا منه عبر "تويتر"، إن "الإمارات وإسرائيل تنظران إلى إيران على أنها خطر كبير".
وأضاف وزير الخارجية الأميركي: "لقد توصلتا إلى اتفاق لبناء علاقة يمكن من خلالها تشكيل تحالف، للتأكد بألا يصل الخطر إلى الشواطئ الأميركية أو يؤذي أحدا في الشرق الأوسط"، بحسب "الأناضول".