كشف مصدر سياسي في التحالف الوطني العراقي لـ"العربي الجديد"، أنّ "إيران دخلت على خط أزمة الاستجواب والتحقيق في قضية أحداث الموصل"، مبيناً أنّها "أبلغت رئيس الوزراء، حيدر العبادي، رفضها فتح أي تحقيق مع سلفه نوري المالكي بشأن القضية".
وأضاف المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه، أنّ "إيران دافعت عن المالكي فقط، دون القادة الأمنيين الآخرين، الأمر الذي قد يلقي بالمسؤولية على عاتقهم في حال نجا المالكي من التحقيق في القضية"، مبيناً أنّ "العبادي وعد إيران بتسوية الموضوع، وألا يشرك المالكي في التحقيق من قريب ولا من بعيد".
في السياق نفسه، رأى المحلل السياسي عبدالله الجواري أنّ "إيران تمسك بأوراق اللعبة في العراق، وتمتلك زمام الأمور ولا يستطيع أحد أن يتمرد على أوامرها، لأن مليشياتها المتنفذة في البلاد تستطيع التأثير على العملية السياسية في أي وقت تريده، فضلاً عن الولاء الذي تحظى به من قادة التحالف الوطني العراقي".
وأضاف الجواري خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "تسوية قضية المالكي تؤكّد للجميع حرص إيران على الضغط على العبادي، وترك المالكي كورقة ضغط تهدد بها العبادي في حال لم يستجب لمطالبها".
وأشار الى أنّ "إيران لا تثق في العبادي بقدر ثقتها في المالكي خلال فترة حكمه، فضلاً عن مواجهة العبادي لضغوط أميركية من جهة، وانفتاحه على المحيط العربي، من جهة ثانية؛ أمور تدفع طهران نحو التحرك باتجاه زرع الخوف في العبادي نفسه، من خلال تهديده بورقة ضغط وهي (المالكي)، كي يبقى (العبادي) رهينة للخطط الإيرانية".
يأتي ذلك في وقت باشرت فيه لجنة التحقيق عملها للكشف عن أسباب سقوط مدينة الموصل في يد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العاشر من شهر يونيو/حزيران الماضي.
وقال عضو لجنة الأمن البرلمانية، شاخون عبدالله لـ"العربي الجديد"، إنّ "اللجنة تعمل على استدعاء كل من تثبت مسؤوليته في انهيار الجيش في الموصل بغض النظر عن منصبه".
وأضاف أنّه سيتم "التحقيق مع أي شخص متسبب في انكسار المؤسسة العسكرية، ولن تتوانى اللجنة ولن تدخر أي جهد لكشف المتسببين في الانهيار الأمني الكبير الذي بدأ من الموصل".
غير أنّ النائبة عن محافظة نينوى نورة البجاري، قلّلت من "أهمية التحقيق في قضية سقوط الموصل بيد (داعش)، لأنّ غالبية القادة الأمنيين المسؤولين عن القضية هربوا خارج العراق".
وأكّدت البجاري أنّ "(قائد القوات البرية الفريق علي) غيدان و(مدير العمليات المشتركة الفريق عبود) كمبر و(قائد عمليات نينوى في حينها الفريق مهدي) الغراوي كلهم خارج العراق ومن الذي سيحقق معهم في القضية؟ لا أحد".
وكان رئيس لجنة الأمن البرلمانية حاكم الزاملي قد أكّد لـ"العربي الجديد"، أنّ "التحقيق في سقوط الموصل سيشمل غيدان وكمبر والغراوي، وأنّه من خلال مجريات التحقيق، إذا صدرت اتهامات أو أي شيء يخص القائد العام للقوات المسلحة السابق، نوري المالكي، فلن يستبعد من التحقيق".
ويتوارى عن الأنظار ضباط كبار في الجيش العراقي، هربوا من ساحة القتال قبل جنودهم، إبان دخول "داعش" إلى الموصل.