قال مسؤول العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف، إنه لا يمكن الحديث في الوقت الراهن عن مستقبل العمليات الميدانية التكتيكية لما وصفه بـ"محور المقاومة في سورية"، مستدركًا أن "قيام هذا المحور بعملياته في أي مكان من هذا البلد مستقبلًا أمر محتمل"، على حد تعبيره.
وفي تصريحات مفصّلة، نقلها موقع "تسنيم" الإيراني، زعم شريف أن "هذا الأمر يهدف لمواجهة إسرائيل، وما التنظيمات الإرهابية إلا عائق يعمل على عرقلة تحقيق هذا الهدف"، معتبرًا، كذلك، أن "إحدى مهام فيلق القدس، التابع للحرس الثوري، تتلخص بتحرير القدس"، وهو ما يستلزم "مواجهة الإرهاب" بسبل قال عنها، إنها ستظهر جلية في ساحة المعركة.
كما ذكر المسؤول ذاته، أن هدف "محور المقاومة" هو "حفظ وحدة الأراضي السورية"، مشيرًا إلى أن إيران وروسيا متفقتان على هذا الأمر، وأي حديث مغاير لا أساس له من الصحة، على حد وصفه، وقال إنه "من الممكن منح بعض المناطق في سورية صلاحيات أكبر، ولكن التقسيم وتشكيل دويلات جديدة خارجة على سيطرة الجيش السوري أمر غير مقبول".
وحول الدور التركي في ما يتعلق بالأزمة السورية، قال شريف، إن أنقرة تستطيع لعب دور بناء وإيجابي في حال احترمت وجود النظام السوري الذي وصفه بـ"الشرعي"، واستغنت عن دعم سياسات التقسيم. واتهم كلًا من قطر والسعودية بـ"دعم الإرهاب"، مكرّرًا الادعاءات الإيرانية بأن "الشعب السوري لن يسمح لهما بلعب دور في المحادثات التي ستجري بين الأطراف السورية، أو في رسم مستقبل هذا البلد"، حسب رأيه.
زيارة المعلم
سياسيًّا، التقى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بوزير الخارجية السوري، وليد المعلم، الذي وصل إلى طهران اليوم السبت على رأس وفد يضم شخصيات سياسية، منها رئيس مكتب الأمن الوطني في سورية علي مملوك، وقال روحاني خلال هذا اللقاء الذي بحث تطورات الملف السوري، إن بلاده ترحب بقرار وقف إطلاق النار في سورية.
وبحسب موقع الرئاسة الإيرانية الإلكتروني، أضاف روحاني أنه "يجب الانتباه خلال مرحلة تطبيق قرار وقف إطلاق النار، كي لا تقوم بعض الأطراف باستغلاله وبدعم التنظيمات الإرهابية من جديد".
كما اعتبر الرئيس الإيراني أن "ما حصل في حلب من تطورات ميدانية يعني انتصارًا للجيش السوري، أوصل رسالة هامة للعناصر التي تنتمي للتنظيمات الإرهابية، مفادها أن الطريق الذي سلكته لا يوصل لنتيجة"، حسب وصفه.
وأضاف أن "إيران ستبقى إلى جانب الحكومة السورية ومحور المقاومة"، مؤكدًا على "استمرار التنسيق الإيراني السوري الروسي، والذي سيصب لصالح الشعب السوري"، حسب ادعائه، مشيرًا إلى أنه يأمل "أن تصل محادثات أستانة المرتقبة لنتيجة تصب لصالح هذا البلد".
من ناحيته، اعتبر وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، خلال اللقاء ذاته، أن "الدعم الإيراني للأسد أثر إيجابًا على معنويات السوريين"، قائلًا إنه "من الضروري أن يستمر التنسيق بين روسيا وإيران والحكومة السورية".
والتقى المعلم، كذلك، نظيرَه الإيراني، محمد جواد ظريف، ونقلت وكالة "فارس" أن اجتماع الوفد السوري مع ظريف تطرق للتفاصيل المتعلقة بقرار وقف إطلاق النار، فضلًا عن تبادل وجهات النظر المتعلقة بالحوار المرتقب في أستانة.
كما التقى المعلم ومملوك بأمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى، علي شمخاني، وهو المسؤول عن عمليات التنسيق بين طهران وموسكو ودمشق، إذ قال هذا الأخير، إن "على كل المجموعات التي استخدمت السلاح ولا تتبع الإرهاب أن تستغل فرصة قرار وقف إطلاق النار، وتعود لطاولة الحوار السياسي سريعًا"، مؤكدًا، أن الحرب على "داعش" و"جبهة النصرة" في سورية ستستمر.
وفي تصريحات نقلتها المواقع الرسمية الإيرانية، ادّعى شمخاني، أن "قبول المعارضة السورية بقرار وقف إطلاق النار الأخير جاء بعد تحقيق النظام السوري لانتصارات ميدانية، وخاصة بعد تقدمه في حلب" وذكر أن "خرق قرارات وقف إطلاق النار السابقة من المعارضة يستلزم رفع قدرة الجيش النظامي وتحكمه بتحركات تلك المجموعات"، على حد تعبيره.
وزعم أن طهران "ترفض أي تقسيم لسورية، أو احتلال أي جزء منها من أي طرف أجنبي، وأن إنهاء هذه الأزمة مرتبط بالقضاء على الإرهاب من جهة وبدعم طاولة حوار سوري- سوري حقيقي".