إيبولا والفقر يقلصان أعداد التلاميذ في ليبيريا

23 يناير 2015
معوقات انتظام الدراسة في ليبيريا (GETTY)
+ الخط -

شهدت عملية تسجيل الطلاب للعام الدراسي الجديد في ليبيريا إقبالاً ضعيفاً، إذ يكافح كثير من الآباء والأمهات، الذين يعانون أزمات مالية طاحنة، لجمع الرسوم المدرسية.

وقالت زيلاند زالي (43 عامًا)، وهي موظفة في مدرسة خاصة "لدي ستة أبناء، اثنان منهم في الجامعات، واثنان في مرحلة التعليم العالي، واثنان في التعليم الابتدائي".

وأضافت "في الأوقات العادية، كان دخلنا لا يتناسب مع النفقات اليومية، وإيبولا جعل الأمور تسوء، وجعلنا نركز أكثر على شراء الغذاء والدواء". وتابعت، معربة عن أسفها "أنا لا أملك سنتاً واحداً لدفع رسوم المدرسة في الوقت الراهن".

وفي ظل التأخير في فتح المدارس، عانت زالي وكثيرون آخرون غيرها من الذين يعملون في المدارس الخاصة من عدم وجود مصدر دخل لعدة أشهر، ما أجبرهم على البحث عن سبل أخرى للعمل. وعلى الرغم من مرور عدة أيام على بدء عملية تسجيل الطلاب، لا تملك "زالي" أي مدخرات لدفع الرسوم الدراسية لمدرسة أطفالها.

من جانبه، قال إدوين مور (31 عاماً)، وهو أب عاطل عن العمل: "لدي ستة أطفال سيعودون إلى المدرسة، ولكن بالنظر إلى الوضع الراهن، فمن المحتمل ألا يذهبوا إلى المدرسة هذا العام".

وأضاف غاضبا: "أشعر بالإحباط لأن الحكومة أعلنت إعادة فتح المدارس، عندما خرجنا للتو من أزمة إيبولا، وكل شيء في البلاد أصبح وضعه سيئا"، معرباً عن أسفه لأنه "ليس لدينا وسيلة لجمع الأموال لتعليم أطفالنا، هذا يعني أن أطفالنا خارج العملية التعليمية برمتها هذا العام".

وأعرب مور عن أمله أن الحكومة سوف تمد يد العون للآباء المعدمين، قائلا: "إذا كانت وزارة التعليم تشعر أن هذا هو الوقت المناسب لفتح المدارس، ينبغي عليها مساعدتنا، نحن الفقراء".

وعلى الرغم من أنه يقدر هذه الخطوة، يرى مور أن عرض الحكومة لتقديم التعليم المجاني لجميع المدارس الحكومية -من مرحلة رياض الأطفال إلى المرحلة الإعدادية- ليس كافيا.

ومضى قائلا: "نعم المدارس مجانية، لكن يحتاج الأطفال إلى زي مدرسي، وأحذية وحقائب للكتب المدرسية و(مصاريف) نقل وتغذية، ومع إعاقتي وعدم حصولي على وظيفة، كيف يمكنني إرسالهم إلى هذه المدرسة المجانية؟".

وعبّر عن قلقه أيضا إزاء عدم وجود أماكن للطلاب في المدارس العامة، وخاصة بعد أن أمرت الحكومة بأن يضم كل فصل 35 طالباً بحد أقصى.

ويقيم "مور" في بينيسفيل، وهي إحدى أكبر بلديات العاصمة مونروفيا، ويقدر عدد سكانها بأكثر من 600 ألف نسمة، ولكن يوجد بها مدرسة عامة (حكومية) واحدة فقط.

وكان العديد من ساحات المدارس التي زارها في العاصمة مونروفيا خاوية تقريبا، حيث كان مديرو المدارس يجلسون وأبواب مكاتبهم مفتوحة على مصراعيها، ولكن يبدو أنهم ينتظرون بلا طائل الطلاب أو أولياء الأمور.

وقال القس إسحاق زالي، وهو مدير "معهد آر سي لوسون": "الآباء يأتون ببطء شديد، لكننا نأمل أن يتحسن الإقبال".

وأشار إلى أنه حتى الوقت الراهن، لم تسجل المدرسة سوى 25 في المائة من طلابها، خلافاً لسنوات دراسية سابقة، حيث كان يبلغ إجمالى الملتحقين بالمدرسة أكثر من 300 طالب وطالبة.

ولم تكن مدرسة "كيدز كريست داي" الواقعة في ضاحية بينيسفيل، أفضل حالا، فمنذ بدء عملية التسجيل، لم تشهد سوى تسجيل سبعة آباء فقط لأطفالهم. وقالت فاتو رولهاس، مالكة المدرسة، "قررنا قبول الرسوم الدراسية على أقساط".

وبدا حال مدرسة "كرايست ذا كينغ" أفضل، حيث سجلت نحو 500 طالب وطالبة حتى الآن. قال أندروز ديو مدير المدرسة: "عملية التسجيل على ما يرام".

وعلى الرغم من أن الحكومة أعلنت عزمها توزيع نشرات للتوعية عن "إيبولا" على ما يقرب من 5 آلاف مدرسة في أنحاء البلاد، لم تنتظر معظم المدارس هذا الإجراء. إذ بدأ معظمها بالحصول على مواد للوقاية من فيروس "إيبولا"، وتطبيق أنظمة لضمان سلامة الطلاب، مثل شراء ترمومترات (مقاييس) للحرارة وحاويات للمياه المعالجة بالكلور لغسل الأيدي بانتظام.

المساهمون