إيبولا: اشتباه في إصابة إيطاليّة وإجراءات لحماية الفِرَق الصحيّة

09 سبتمبر 2014
نحو 10% من المصابين عاملين في المجال الصحي (Getty)
+ الخط -


في متابعة لمستجدات فيروس "إيبولا" الذي تسبّب في إعلان حالة طوارئ صحيّة عالميّة، تُسجّل خشية من اتساع دائرة انتشاره في خارج دول غرب أفريقيا الأربعة التي يتركّز فيها الوباء حتى الآن.

وكشفت وزارة الصحة الإيطاليّة اليوم الثلاثاء أن أطباء يجرون فحوصات لمريضة يشتبه في إصابتها بفيروس إيبولا في وسط إيطاليا. ولم تذكر الوزارة في روما تفاصيل إضافيّة حول الموضوع، في حين امتنع المستشفى الذي نقلت إليه المريضة في منطقة أنكونا عن التعليق. كذلك لم يتسنَّ الحصول على تعقيب من السلطات الصحيّة في المنطقة على الفور.

وفي حال تأكيد إصابة المريضة بالفيروس، ستكون هذه الحالة الأولى في إيطاليا.

على صعيد آخر، قامت منظمة الصحة العالميّة بتغيير طريقة استجابة موظفيها لتفشّي فيروس إيبولا في سيراليون، بعد إصابة أحد موظفيها بالوباء الشهر الماضي، بحسب ما قالت المتحدثة باسم المنظمة نيكا ألكسندر اليوم الثلاثاء.

وكانت المنظمة قد أعلنت الاثنين عن إصابة طبيب ثانٍ من طاقمها بالفيروس. ولم تُكشف أي معلومات حول هويّة الطبيب، لكن مستشفى جامعة إيموري في الولايات المتحدة أشار إلى أنه يستعدّ اليوم الثلاثاء لاستقبال مواطن أميركي مصاب بفيروس إيبولا. فهو كان يعمل في غرب أفريقيا.

وكان تفشّي فيروس إيبولا قد بدأ في غينيا، إلا إنه انتشر في ليبيريا وسيراليون ونيجيريا والسنغال، وتسبّب في مقتل ما يزيد عن ألفَي شخص. وبعد إصابة عالم أوبئة سنغالي يعمل في منظمة الصحة العالميّة بالفيروس، أجرت الوكالة تحقيقاً حول الطريقة التي أصيب بها.

وبينما لم تنشر المنظمة أي نتائج للتحقيقات، قالت المتحدثة نيكا ألكسندر اليوم الثلاثاء إنه تمّ تفريق طاقم المنظمة الذي يعيش ويعمل في سيراليون لتخفيف حدّة التوتر. كذلك، هم لن يقوموا بتبادل مساكنهم مع مسؤولين من وكالات أخرى.

أضافت "تم تغيير إجراءات العمل أيضاً، بما في ذلك إجراء المزيد من الفحوصات الروتينيّة لدرجات حرارة جميع القادمين إلى مكتب منظمة الصحة العالميّة ومساكن موظفيها".

وأوضحت أن نتيجة التحقيق كانت "واضحة للغاية" في الكشف عن سبب الإصابة بالفيروس، إلا أن المنظمة لن تكشف أي تفاصيل. أضافت "هذا ليس خطراً جديداً أو غير متوقع".

ولم يجد علماء الأوبئة علاجاً لمصابي إيبولا، لكنهم يشاركون أحياناً في متابعة الحالات التي من المحتمل إصابتها، والاتصال بفرق آمنة لدفن ضحايا الفيروس.

وأشارت ألكسندر إلى أن تحقيقا ثانياً يجرى الآن حول كيفيّة إصابة أطباء منظمة الصحة العالميّة بالعدوى. وأوصت المنظمة الحكومة في سيراليون بوقف قبول مرضى جدد في مركز إيبولا، حيث وقع الحادث.

وتشكل الإصابات بين العاملين في مجال الرعاية الصحيّة نحو عشرة في المئة من بين أكثر 3500 شخص، يعتقد أنهم أصيبوا بالعدوى في غينيا وليبيريا وسيراليون ونيجيريا والسنغال.

وتجدر الإشارة إلى أن الدول الأكثر تضرراً، كانت تملك عدداً ضئيلا للغاية من الأطباء وأطقم التمريض قبل تفشّي الفيروس. وقد شكلت الإصابات المتزايدة صعوبة أكبر في القدرة على مواجهة الأزمة والاستعانة بمزيد من عمال الرعاية الصحيّة.

وعلى الرغم من كون معظم الأفراد الموجودين في مراكز العلاج من السكان المحليّين، يرى الخبراء أنه ما زالت هناك حاجة إلى الاستعانة بالمزيد من عمال الرعاية الصحيّة.

ووعد الاتحاد الأفريقي أمس الاثنين بإرسال مئة شخص على أقل تقدير إلى ليبيريا وسيراليون وغينيا، في مهمّة دعم طبيّ تمتدّ لستة أشهر. وسيقدّم الاتحاد الأوروبي خمسة ملايين يورو لتمويل البعثة، لكن توقيت وصول الفرق الأولى لم يتّضح بعد.

وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا أيضاً أمس الاثنين أنهما ستقومان ببناء مراكز جديدة للعلاج في غرب أفريقيا. وسيختصّ المركز الأميركي في ليبيريا بعلاج حالات فِرق الرعاية الصحيّة.

كذلك سترسل بريطانيا مهندسين عسكريّين وفرقاً طبيّة لإدارة المركز الذي ستقيمه في سيراليون، والذي سيضمّ قسماً لتوفير الرعاية المتخصصة عالية الجودة لعمال الرعاية الصحيّة.

المساهمون