إنهم يكتبونني

21 ديسمبر 2014

خطأ من إذن؟ خطأي؟ (Getty)

+ الخط -

ـ "دائما يُطلب منا أن نكون متفهمين لوجهة نظر الآخر، أيا تكن بالية، أو حمقاء أو بغيضة، يُطلب من المرء أن ينظر بلطف إلى خطأهم الكامل، إلى حياتهم المهدورة، لا سيما إذا كانوا مسنين، لكن الكهولة هي حصيلة حياتنا، هؤلاء بلغوا الشيخوخة بطريقة سيئة، لأنهم عاشوا بطريقة ضبابية، رفضوا أن يروا، هذا ليس خطأهم، خطأ من إذن؟ خطأي؟ يطلب مني إخفاء وجهة نظري عنهم، خوفاً من خوفهم، ليست الشيخوخة جريمة، لكن الإحساس بالخجل، أمام حياة هُدِرت عمداً، بين كل هذه الحيوات المهدورة عمداً، هو كذلك". 

من ديوان (الحب كلب من الجحيم) للشاعر الأميركي، تشارلز بوكوفسكي

ـ "لم يكن من شأننا الاهتمام بالكائنات، لولا الأمل في العثور، ذات يوم، على شخص "مخوزق" أكثر منّا".
إميل سيوران

ـ ".. من الغباء أن يعيش المرء تحت سلطة دولة بوليسية، من دون مميزات السيطرة... إذا كان علينا أن نعيش تحت سلطة ديكتاتورية، فمن الأدعى أن تكون ديكتاتورية شيوعية. سأشرح لك ما أعنيه. انظري إلى الهند. الناس هناك يتضورون جوعاً ثمناً للديمقراطية. الصينيون لا يعانون الجوع بتاتاً، وبوسعهم أن يتطلعوا بثقة إلى المستقبل، لأن لديهم ديكتاتورية شيوعية، بينما نحن لدينا أسوأ ما في النظامين، الديكتاتورية والجوع معاً، من دون أي مستقبل نتطلع إليه".
وجيه غالي من (بيرة في نادي البلياردو)

ـ "نحن نعلم ما الذي أورثته ثقافات العبيد في الهند ومصر وروما واليونان للعالم، ونحن ممتنون للإرث، ولا نرفض الهدية، لأنها نابعة من الظلم، نادر وجود الرجل الذي يفكر وهو ينظر إلى كنوز الماضي، في السعر الجائر الذي دُفع في تشكيلها، من لديه الشجاعة في مواجهة معجزات الماضي هذه، لكي يهتف "كان من الأفضل لو أن هذه الأشياء لم توجد على أن يُحرم كائن بشري واحد من حريته المستحقة".
هنري ميللر من كتاب (كابوس مكيف الهواء)

ـ "بكل طريقة من الطرق، نحن أسرار منفصلة عن بعضنا، وأظن فعلاً أن هناك لغة قائمة بذاتها في كل واحد منا، وأيضاً، جماليات وقوانين قائمة بذاتها، كل واحد منا هو حضارة صغيرة بنيت فوق خرائب ما لا يحصى من الحضارات البائدة. لكن، لكل واحد منا آراؤه المختلفة عما هو جميل وعما هو مقبول ـ الذي أتعجّل إلى إضافة أننا لا نشبعها ونكابد للعيش بها، نعتبر التشابهات الواقعة صدفة بيننا على أنها شبه فعلي، لأن أولئك المحيطين بنا سقطوا ورثة للعادات نفسها، ويتعاملون بالعملة نفسها، والمعرفة نفسها، بهذا القدر أو ذاك، والمفاهيم نفسها عن النزاهة والمنطق السليم، هذا كله يتيح لنا فحسب التعايش مع الأسوار المنيعة التي لا تخترق في ما بيننا.
من رواية (جلعاد) للكاتبة الأميركية، مارلين روبنسون

ـ "ليس هناك شيء اسمه الفوضى، ليس هناك إلا الأنماط، أنماط فوق أنماط، أنماط تؤثر في أنماط أخرى، أنماط تخفيها أنماط، أنماط داخل أنماط. إذا انتبهت جيداً ستجد أن التاريخ لا يفعل شيئاً سوى تكرار نفسه. ما نقول إنه فوضى ليس إلا أنماطاً لم نتعرف عليها بعد، ما نقول إنه عشوائي هو أنماط نعجز عن سبر أغوارها، ما لا نفهمه نقول إنه هراء، ما لا نستطيع قراءته نقول إنه كلام فارغ. ليست هناك إرادة حرة، ليست هناك متغيرات، ليس هناك سوى المحتوم، وليس هناك سوى مستقبل واحد، وليس لديك الخيار، الخبر السيئ أننا لا نملك التحكم في أي شيء، الخبر الطيب أنك لا يمكن أن تقع في الخطأ بهذه الطريقة"
من رواية (الناجي الأخير) لـتشاك بولانيك ـ ترجمة هشام فهمي

ـ "لا وجود لقواعد فيما يخص الكتابة، انظر بتمعن إلى حياة الشعراء والروائيين، ولن تخرج منها إلا بكتلة من العماء الصرف، بخليط لا متناهٍ من الاستثناءات، ذلك لأن الكتابة مرض يمكن أن تسميه عدوى أو انفلونزا يصيب الروح، ولذلك يمكنه أن يصيب أي شخص في أي وقت، الشاب والكهل، القوي والضعيف، السكران والصاحي، العاقل والمجنون، تفحص قائمة العمالقة وأشباه العمالقة، وسوف تكتشف كتاباً احتضنوا كل ميل جنسي، وكل منعطف سياسي وكل صفة إنسانية، من أرقى مثالية إلى أسفل فساد، كانوا مجرمين ومحامين، جواسيس وأطباء، جنوداً وعوانس، رحالة ومنزوين".
بول أوستر من رواية (حماقات بروكلين) ترجمة أسامة منزلجي

دلالات
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.