إنهم يكتبونني

17 مايو 2015

سوزان سونتاغ: الحياة أفقية لا يمكن أن تكون متراكمة

+ الخط -
ـ "مشكلتنا مع الأمل أنه صغير هش، بينما نحتاجه في كل وقت، فإنه بحاجة إلى كل طاقتنا على العمل، وكل ما قد نستجمع من ذكاء وخيال، كي يبقى معنا وينمو، ومشكلة الأمل معنا أننا نتخلى عنه بيسر أمام الصعاب، ونركن إلى اليأس. ولعل مصدر هشاشة الأمل هو يقين الموت في النهاية، فناؤنا الشخصي وانتهاء أعمارنا. لكن الأمل نفسه لا يموت، يبقى معنا رغم هذا اليقين، فهو قرين الحياة. ومثلما الحياة هي جملة أفعال مقاومة الموت، فإن الأمل هو جملة أفعال مقاومة اليأس، أفعال الإرادة والفكر والخيال والجسم... لسنا محكومين بالأمل، على ما يقول أستاذنا سعد الله ونوس. الأمل خيار وليس قدراً، ولا عادة، وهو خيار شاق وغير مضمون، خيار أن نقاوم ما يحكمنا من سلطات وعادات وأفكار، أن نجدد أفكارنا وحياتنا، أن نغيّر أنفسنا، ونحن نعمل على تغيير العالم، كي يصير أكثر عدالة وحرية وأكثر ملاءمة لإنتاج آمال أكبر."

الكاتب السوري ياسين الحاج صالح 

ـ "حتى لو متنا قبل أن نختبر أشياء نتمناها في الحياة، فسوف يكون الأمر سيّانا، بعد الموت، نحن نفقد فقط اللحظة التي وجدنا فيها، الحياة أفقية لا عمودية، إنها لا يمكن أن تكون متراكمة، لذا عِش، لا ترتعد خوفا" 

سوزان سونتاغ من كتاب (ولادة ثانية اليوميات المبكرة) ـ ترجمة عباس المفرجي

ـ "مراهقو اليوم هم من سيصنعون البلد الجديد والخاص للمدى المنظور، هذا الوطن الذي ما زال غامضا، من كانوا وما زالوا هناك، الذين من خلال عدسة طفولية. لكن، ليست فاقدة للذاكرة، رأوا جانبا كبيراً من المناوشات القاسية، وكما اعتقلوا آباءهم وأعمامهم وأحيانا أمهاتهم، وحتى أجدادهم، وكانوا يرونهم بعد فترة طويلة جداً. لكن، من خلف القضبان أو من بعيد، أو أيضا، من خلال تقارب مشغول من عدم التواصل والبعد، ورأوا ناساً يبكون، وبكوا هم أنفسهم بجانب توابيت كان ممنوعا فتحها، ورأوا كيف أتى بعد ذلك الصمت،.. الأطفال الباكون اليوم، هؤلاء سيصبحون الطليعة لوطن واقعي، وماذا عنا نحن المحنكين، الذين سيكونون ما زالوا بليغين، نحن سنساعدهم لتذكّر ما رأوه، وأيضا ما لم يروه" 

روائي الأوروغواي، ماريو بنيديتي، من رواية (ربيع بزاوية مكسورة)، ترجمة علاء شنانة
 

ـ "الأشياء لا تنتهي، نحن فقط نتوقف عن رؤية توهجها"

جنى فواز الحسن من رواية (طابق 99) 

ـ "لم أفهم أبدا أين يقع الحد الفاصل بين التضحية وقتل الذات"

هيلاري مانتل 

ـ شعرت أن قبول الفراق هو المقدمة الكبيرة غير المدركة غير المرئية لقبول الموت... إنه الفراق الرهيب، البسيط، العادي، اليومي، بلا ألم، ولا تمزق، ولا توقع، ولا انتظار، ليس الفراق المأساوي، المعذب، البشري، النبيل، بل فراق اللامبالاة، الذي فيه ما فيه من الرضوخ والنسيان الحيوانيين اللذين تأباهما الروح، الفراق الممهد للموت.

الروائي اللبناني أنطوان الدويهي من رواية (حامل الوردة الأرجوانية)

ـ "من الصدق والعدل أن تنتقل من شيء إلى آخر، من دون تفكير أو اعتبار. إنها هبة يشترك بها الأطفال عموما مع الحكماء. إنها هبة النسيان. هبة التجرد" 

هنري ميللر من (كابوس مكيف الهواء) ترجمة أسامة منزلجي 

ـ "حتى الفوضوي المتطرف في نزعته يخفي في أعماق تمرده إنساناً رجعياً، ينتظر الساعة المناسبة، ساعة الاستيلاء على السلطة، حيث يطرح تحول الفوضوي إلى سلطة، مشكلات لا يمكن لأية يوتوبيا أن تتجرأ على حلها، أو محاولة حلها، من دون أن تسقط في الغنائية وإثارة السخرية." 

إميل سيوران من كتاب (قياسات المرارة)، ترجمة محمد علي اليوسفي 

"هل تتطور الشخصية مع الزمن؟، في الروايات بالطبع تتغير، وإلا لن تكون هناك قصة. لكن في الحياة؟ أتساءل أحيانا، تتغير مواقفنا وآراؤنا، نطور عادات وأفعالاً غريبة وجديدة، لكن هذا شيء مختلف، أكثر منه زخرفا. لعل الشخصية تشبه الذكاء، بيد أن الشخصية تصل إلى أوجّها متأخرة قليلاً، لنقل بين العشرينات والثلاثينات. وبعد ذلك، نتمسك فقط بما حصلنا عليه. نعتمد على أنفسنا. إن كان الأمر كذلك، فإنه يفسر الكثير من الحيوات، أليس كذلك؟، وأيضا، إن لم تكن الكلمة مهيبة أكثر مما يجب، يُفسِّر مأساتنا."

جوليان بارنز من رواية (الإحساس بالنهاية) ترجمة خالد مسعود شقير
 
دلالات
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.