إنهم يكتبونني

22 فبراير 2015
+ الخط -
* "لا أخشى حمل السيف.. ولكني أخشى أن أمشي به.. فالسيف إذا حملت مقبضه كف عمياء.. أصبح موتاً أعمى". 
صلاح عبد الصبور من "مأساة الحلاج"
* "ورأيتُ ابن آدم وهو يُجنُّ، فيقتلعُ الشجر المتطاول، يبصقُ في البئر، يلقي على صفحة النهر بالزيت، يسكنُ في البيت، ثم يُخبّئ في أسفل الباب قنبلة الموت، يؤوي العقارب في دفء أضلاعه، ويورث أبناءهُ، دينه واسمه وقميص الفِتَن. أصبح العقل مغتربا يتسوّل، يقذفه صبيةٌ بالحجارة، يوقفه الجندُ عند الحدود، وتسحب منه الحكومات جنسية الوطنيِّ، وتدرجه في قوائم من يكرهون الوطن. قلت: فليكن العقل في الأرض، لكنه لم يكن، سقط العقل في دورة النفي والسجن، حتى يُجنّ. ورأى الرب ذلك غير حسن".
أمل دنقل من قصيدة "سفر التكوين" من ديوانه "العهد الآتي"
* "يا للحدود التي يذهب إليها البشر ليمارسوا، في الحد الأقصى، طقوس عبادة الذات الجماعية التي تملؤهم شعوراً بالصلاح وبالاكتفاء المغتبط بالنفس، وسط المظالم والجرائم الأكثر إثارة للصدمة".
توماس ميرتون
* "إن مهمة المثقف تتطلب اليقظة والانتباه على الدوام، ورفض الانسياق وراء أنصاف الحقائق أو الأفكار الشائعة باستمرار، ومن شأن هذا أن يستلزم واقعية مضطردة ثابتة، ويستلزم طاقة عقلانية فائقة، وكفاحاً معقداً للحفاظ على التوازن بين مشكلات الذات عند الفرد (في إحدى الكفتين)، ومتطلبات النشر والإفصاح عن الرأي علنا (في الكفة الأخرى)، وذلك هو الذي يجعل منه جهداً دائباً متواصلاً، لا يكتمل قط، ولا بد أن تعيبه عيوب، ولكنني أرى أن العوامل التي تهبه القوة وتعقيداته أيضا، تزيد المرء ثراء نفسياً وذهنياً، حتى لو لم تجعله يحظى بالحب الجم من عامة الناس".
إدوارد سعيد من كتابه "المثقف والسلطة"
* "إن درجة نضج المجتمع تتحدد بأمرين معاً: قدرته على إدارة الصراعات، وقدرته على صياغة الاتفاق. المشكلة عندنا في مصر أن صراعاتنا غير ناضجة، القدرة الوحيدة التي أثبتناها في تاريخنا الحديث على صياغة الاتفاق هي: 1ـ الاتفاق في الشارع بين فئات الشعب حين تكون هناك سلطة محتلة، فنتفق في الشارع مثل تجربة ثورة 1919. 2ـ الاتفاق حول جهاز الدولة مثل تجربة الالتفاف حول عبد الناصر، فالملايين كانت تؤيد عبد الناصر بالفعل، ولكن دون أن يكون لها حريات سياسية وحقوق في الصراع الاجتماعي في الشارع... أي أنه كان هناك اتفاق ما، ولكن هذا الاتفاق لا يأتي من "التعددية" وإنما يأتي من "الأحادية"، وهذا معناه أننا في مصر حين نتفق إنما نتفق على أن نكون أطرافاً إضافية، أو تحابيش معاونة لجهاز الدولة، بهذا المعنى في تصوري المجتمع المصري مجتمع تاريخي له حضارة عريقة ولكنه مجتمع غير عصري، مجتمع متخلف".
المفكر الراحل الدكتور أحمد عبد الله رزة من ورقة قدمها في ندوة "الالتزام والموضوعية في كتابة تاريخ مصر المعاصر" ـ القاهرة 1987
* "كنت أشعر وسط الجمع أن كل ما يقولونه من هنا وهناك عن هذه القضية الخطيرة أو تلك، لا شأن كبيراً له، كنت أوحي بصمتي أو حتى بابتسامة عابرة، بأني لا أوافق على هذه المقولات، ومنها ما كان صادراً عن مقامات سياسية وروحية تنبئ هشاشة تفكيرها وبؤس تحليلها بما يمكن أن يصيب هذه البلاد من كوارث. لم أكن أرغب في الاعتراض على الإجماع، أو مناقشة أي شيء، فالأمر لا يستحق ذلك، والمكان والظرف غير ملائمين. كنت أعي كم أرى إلى الأمور على نحو مختلف، حافظا اختلافي في نفسي. رسخت لديّ تلك اللقاءات الاكتشاف المأساوي الآتي: على رغم خطورة ما حدث من أهوال، وما يمكن أن يحدث، أو ربما بسببها، لا أدري، من النادر العثور على شخص، على عقل، يملك نظرة متكاملة إلى ما يحدث. إنه لأمر محزن ومخيف معا، على رغم معايشة الوقائع عن كثب، وغزارة المعلومات المتوافرة، المنتشرة في كل وسائل الاتصال والمعرفة، ثمة ضبابية هائلة، ثمة فوضى عقلية وشعورية داخل النفوس، يصعب وصفهما. إنها لحقبة عمياء، ومن الرهيب حقا أن يحيا المرء في حقبة عمياء".
الكاتب اللبناني الكبير أنطوان الدويهي من روايته "غريقة بحيرة مورييه"
دلالات
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.