إنزاجي .. "كونتي" الجديد

01 سبتمبر 2014
إنزاجي قاد ثورة "الروسونيري" (getty)
+ الخط -

مبكرٌ جداً الحديث عن هذا الأمر، ومبكرٌ أيضاً الحكم على فريق أو مدرّب من الجولة الأولى للكالتشيو، لكن بإمكاننا، على الرغم من ذلك أن نكوّن ولو فكرة بسيطة عن بعض الأمور المتعلّقة بالدوري الإيطالي لهذا الموسم.

أمورٌ كثيرة توضّحت من الجولة الأولى للكالتشيو، مثل قوّة كل من البطل والوصيف ونيّتهما على المنافسة، مثل عودة ميلان المرتقبة إلى مكانه الطبيعي بين كبار إيطاليا، ومثل "أنطونيو كونتي" جديد يلوح في الأفق.

من شاهد مباراة ميلان ولاتسيو وشاهد تفاعل الجمهور واللاعبين مع بيبو إنزاجي مدرّب ميلان الجديد، ومن لاحظ "الجرينتا" عند بيبو واحتفال اللاعبين معه بعد تسجيل كل هدف، شعر أنه للحظات يرى أنطونيو كونتي جديد.

نقاط التشابه بين بيبو وكونتي لا تقتصر على تلك التفاصيل فقط، فهو مدرّب شاب، لاعب سابق في الفريق نفسه، كان محبوباً ونجماً من قبل الجماهير نفسها، والأهم، أنه يمسك فريقاً عائداً من مواسم مخيبة، أي أنه حتى "الأمل" الموجود عند جمهور ميلان الآن، هو نفسه الأمل الذي كان عند جمهور يوفنتوس في الوقت الذي عُيّن فيه أنطونيو كونتي مدرّباً للفريق.

صحيح أنه مبكر جداً الحديث عن "عودة" ميلان ونجاح إنزاجي كمدرّب، لكن معطيات ودلائل كثيرة تصبّ في مصلحة الروسونيري هذا الموسم.. بداية من عدم التزام ميلان أوروبياً، الأمر الذي سيعطي بيبو كل الوقت لاختبار اللاعبين وتقوية صفوف الفريق بشكلٍ أفضل، إضافة إلى الانتدابات التي قام بها ميلان والتي سيقوم بها جالياني في الساعات الأخيرة للميركاتو، فعلى الرغم من "بُخل" برلسكوني في سوق اللاعبين، إلا أن جالياني قادر في الساعات الأخيرة من الحصول على أفضل الانتدابات لميلان كما فعل في مرات كثيرة سابقة.

أما أكثر الأمور التي تؤشّر لعودة ميلان قوياً هذا الموسم، هي أن ميلان فريق كبير وعريق، صمد كثيراً قبل أن يسقط، أي أنه بعد أن خسر أفضل لاعبيه ونجومه في سنة واحدة ومع مدرّبين لم يعرفا كيف يديرا أمور الفريق، إلى جانب المنافسات في الدوري المحلي ودوري الأبطال، إلا أن ميلان استطاع الصمود والمنافسة لفترة أطول من المتوقّع.

أضف إلى ذلك كله انشغال أقوى فريقين في إيطاليا الآن بدوري الأبطال، الأمر الذي سيشغل كلا من يوفنتوس وروما ولو قليلاً عن التركيز المطلق في الدوري الإيطالي، مما سيجعل الأمور أسهل على إنزاجي.

هذه كلّها توقّعات حول ميلان مع بيبو إنزاجي، قد تصيب وقد تخطئ، إن أخطأت فقد لا تكون "صدمة" كبيرة، فكثيرون غير متفائلين بمستقبل ميلان ووضعه هذا الموسم حتى بين جماهير الفريق نفسه.. لكن إن أصابت، هذا يعني أننا قد نشهد على "أنطونيو كونتي" جديد في إيطاليا، أي بمعنى آخر.. بداية سيطرة للروسونيري على الدوري الإيطالي في السنوات المقبلة.

المساهمون