إنخيدوانا.. عودة إلى شاعرة سومر

19 يوليو 2020
(نقش للشاعرة إنخيدوانا مع الكهنة)
+ الخط -

تشير العديد من الدراسات إلى أن أغاني إنخيدوانا في الألفية الثالثة قبل الميلاد تعدّ أقدّم أثر أدبي في التاريخ الإنساني، التي نُقشت فوق أحد الألواح المصنوعة من المرمر في مدينة أور، حيث تظهر إنخيدوانا وهي تقف على صفّ واحد مع أربعة أشخاص آخرين، بينهم كاهنٌ عار الثياب يحيط به خادمان. 

وقد تمّ اكتشاف هذا اللوح الذي يبلغ قطره حوالي 25 سنتيمتراً، وتبلغ سماكتها 7 سنتيمتراً عام 1927، وهو يشير إلى طقس عبادة إله القمر، نانا، لدى السومريين، وفيه تظهر الشاعرة السومرية التي كانت أول امرأة تشغل منصب كبيرة الكهَنة في عهد أبيها، الملك السومري سرغون، الذي وحّد مملكتي سومر وأكّاد في جنوب وشمال بلاد ما بين النهرين. 

"إنيخدوانا شاعرة سومر.. مقالات مترجمة حول أول شاعرة في التأريخ" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً بإعداد وترجمة الباحث العراقي قاسم محمد الأسدي عن "دار ومكتبة عدنان" بالاشتراك مع "جمعية المترجمين العراقيين"، ويشتمل على قراءات في قصائد الشاعرة.

غلاف الكتاب

جمعت إنيخدوانا بين المكانة السياسية والقداسة والبطولة باعتبارها أميرة وكاهنة وشاعرة، وتكشف نصوصها عن شخصية قوية، حكيمة ذات سطوة، وكيف كانت تكتب التراتيل والجمر الذي كانت تشعله بعد منتصف الليل، ويمنحها الإلهام، بحسب الكتاب.

كما تصوّر الشاعرة إنانا وهي تهذّب البشر بوصفها إلهة الحرب والمعارك، وهي تدمج بذلك بين الصفات الحربية لعشتار الأكّادية، وبين الخصائص اللطيفة التي تميّز إلهةَ الحب والخصوبة لدى السومريين، وهي تشبّه إنانا بطائر العاصفة الذي ينقضّ على الآلهة الآخرين ويشتّت شملهم ويفرّقهم كالخفافيش، وتنتقل لتصف أمجادها الماضية، مستخدمةً ضمير المتكلم.

يحتوي الكتاب سيرة حياة الشاعرة وعصرها وقصائدها، التي تؤّكد نالت إنخیدوانا ثقة كبيرة رفعتها إلى منصب الكاهنة العليا لأهم معبد في سومر، وترك لها مسؤولية دمج الآلهة السومرية مع الأكدية لخلق الاستقرار اللازم لازدهار إمبراطوريته. 

يشير الأسدي إلى ما كتبه الباحث بول کریفاتشيك عن تأثير نصوص إنيخدوانا في صلوات ومزامير الكتاب المقدس وترانيم هوميروس في اليونان، وأنها قامت بتغيير الثقافة بأكملها وعن طريق أعمالها المكتوبة، غيرت طبيعة آلهة بلاد ما بين النهرين وإدراك الناس للألوهية .

المساهمون