وأشار التحقيق، الذي أعدته الصحافية أوليبيا بيطيتسي، إلى أن إنجيليين قدّموا، خلال العقد الأخير، 65 مليون دولار كتبرعات، لتنفيذ عدد كبير من المشاريع داخل المستوطنات.
وحسب التحقيق، فإن 11 منظمة إنجيلية تشارك في جمع التبرعات للمستوطنات.
وأشار المصدر ذاته إلى أهم المنظمات الإنجيلية التي تُعنى بتقديم المساعدات للمستوطنات، بينها منظمة "اليوفيل الذهبي" الأميركية، مبرزا أن المنظمة تعنى أيضا بجلب متطوعين إنجيليين من جميع أرجاء العالم للعمل داخل المستوطنات.
ولاحظ التحقيق أن مستوطنة "هار برخاه"، المقامة على أعلى سفح جبال "عيبال"، شمال مدينة نابلس، تحظى بالدعم الأكبر الذي يقدمه الإنجيليون.
يذكر أن هذه المستوطنة تُعد معقلا لعناصر اليمين الديني اليهودي الأكثر تطرفا، حيث تشكلت فيها منظمة "شارة ثمن" الإرهابية التي تتولى تنفيذ اعتداءات ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم.
وذكر التحقيق أن 1700 متطوع إنجيلي وصلوا للعمل التطوعي في المستوطنات عبر "اليوفيل الذهبي"، خلال العقد الماضي، حيث يعمد هؤلاء المتطوعون إلى تقديم يد العون للمزارعين في المستوطنات اليهودية لمساعدتهم على "تجذير" وجودهم هناك. ويتضح من التحقيق أن الإنجيليين يتولون بشكل خاص القيام بجمع محصول العنب في "هار برخاه" وإنتاج الخمور، حيث قام 175 متطوعا بجني 340 طنا من العنب، حيث عملوا 4930 ساعة لإنجاز المهمة، وهو ما يعني أن المتطوعين وفّروا على المستوطنة 40 ألف دولار.
وبحسب التحقيق، فإن قادة المنظمة، التي دشنت فرعا لها في "هار برخاه" بهدف التعريف بأهدافها، يحرصون على إظهار أنشطتهم، حيث إنهم يسمحون للصحافيين بتغطيتها.
وتُعنى منظمة "اليوفيل الذهبي" بدعم الخط الدعائي لإسرائيل في الولايات المتحدة والعالم، وهو ما حدا بوزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية إلى أن تقرر منحها مبلغا رمزيا قدره 16 دولارا سنويا ابتداء من العام الجاري.
وأوضح التحقيق أن الحكومة الإسرائيلية مرتاحة كثيرا للدور الذي تقوم به الجماعات الإنجيلية في الدفاع عن المشروع الاستيطاني داخل التجمعات الإنجليكانية في الولايات المتحدة والعالم.
ولفت إلى منظمة إنجيلية أخرى "Heart of Israel"، تُعنى أيضا بجمع التبرعات لتنفيذ مشاريع خاصة في المستوطنات.
ونقلت "هآرتس" عن أهارون كتسوف، مدير المنظمة، قوله إن منظمته تجمع مئات الآلاف من الدولارات سنويا، مشيرا إلى حدوث زيادة كبيرة في عدد الإنجيليين الذين يتبرعون للمستوطنات. ووصف كتسوف الإنجيليين بأنهم "الحلفاء الأوثق" لإسرائيل وللمشروع الاستيطاني.
واستدرك التحقيق أنه على الرغم من الدعم السخي الذي يقدمه الإنجيليون، إلا أن بعض المستوطنين لا يرحبون بالتعامل معهم بسبب مواقف دينية يهودية إزاء المسيحيين.