كسر عام 2014 الحصار عن الأغنيات المنفردة التي كان يصدرها نجوم الغناء تباعاً، وحمل "بشرة خير" في مجموع الأعمال التي قُدّمت ضمن ألبوم غنائي كامل، بعد فترة من الركود، ذلك أمام غياب تام لخطط تسويقية أو دراسات تقوم بها شركات الإنتاج العربية، في وقت اتجهت الشركات نفسها إلى عالم الميديا البديلة، عبر تعاقد مع شركات تجميل ونشر الأغنيات لما يضمن حق الشركة في العائدات المالية للأعمال الفنية.
واستطاعت عدة شركات أن تحجز مكانها على خارطة التوزيع ونشر وتحميل أغنيات النجوم، ومنها شركة "أنغامي" التي حققت هذا العام مكاسب كبيرة، من خلال تعاقدها مع نجوم الصفّ الأول من المغنين والمطربين، ليس فقط في لبنان، بل وصلت إلى القاهرة والخليج والعالم. لكن كيف كان حال سوق المبيعات خلال هذا العام؟ لا شيء ثابتا، بحسب ما يؤكد مسؤول في مركز مبيعات للألبومات الغنائية في لبنان في حديثه إلى "العربي الجديد"، مشيراً إلى أنّ طرح عدد من الألبومات الغنائية في الأشهر الأخيرة من العام الحالي، أنعش سوق الـ"سي دي"، لكن لا يمكن القول إنّ هذا الفنان حقق المراتب الأولى أو إن آخر تفوّق عليه. يصبح الـ"سي دي" مع الوقت كعملة في سوق البورصة.
ففي إحدى المرات تزداد المبيعات بعد إصدار الفنان لكليب مصوّر، فترتفع نسبة الطلب، إذ يغذي الكليب حركة المبيعات وإقبال الناس على هذا الـ"سي دي". ومرات أخرى، ترتفع مبيعات السيدة فيروز فتدخل المراتب الخمس الأولى. متابعاً، لكن من دون شك، فإنّ أي إصدار جديد يقفز إلى المراتب الأولى تلقائياً بسبب الإعلانات وجماهرية الفنان أو الفنانة. ويعطي المصدر مثالاً على كلامه، ألبوم أليسا التي فازت بالمرتبة الثانية بعد خمسة أشهر من إصدار ألبومها "حالة حب". وأضاف، أنّه في بعض الأوقات يطلق أحد الفنانين ألبومه الغنائي، فيقفز بفعل مبيعات المركز إلى المراتب الأولى بين أسبوع وأسبوعين.
عاد عدد كبير من المطربين إلى الإصدارات الكاملة في عام 2014، وربّما كانت الفنانة نانسي عجرم من أولى الفنانات اللواتي أصدرن ألبومهنّ الغنائي نهاية فبراير/شباط هذا العام. فلاقى عدد من الأغنيات الجدية نجاحاً، ثم كان ألبوم أليسا الذي يعتبر حتى اليوم أولاً، وتبعه ألبوما الفنانين راغب علامة ووائل كفوري بعملين لا بأس بهما.
هذا المزج أو العودة إلى عصر الألبومات بات اليوم همّاً كبيراً يحيط بالنجوم. فأغلبيّة النجوم اليوم، يعتمد على إصدار أغنية منفردة، فيما البعض استطاع التغلب على شحّ شركات الإنتاج المالي عبر الإعلانات التجارية، التي بدأت تعوّض على هذه الشركات من مصاريف الإنتاج الباهظة. هذا فضلاً عن دخول المنتجات التجارية في قلب اللعبة، عبر الفيدو كليب الذي أصبح تنفيذه مرهوناً بشركات الإعلانات التي ترعى عبر الكليب المكلّف وتدفع مستحقّاته المالية، وهذا ما جعل بعض الفنانين يتجهون إلى الإنتاج الخاص، وهؤلاء هم المغنون الصغار أي الصف الثاني أو الثالث. في وقت لجأ فيه نجوم الصف الأوّل إلى مبايعة شركات الإعلانات إنتاجهم الغنائي للصرف على الفيديو كليب.
هذا المفهوم التجاري ألغى مقولة "إبداع الكليب"، إذ يؤكد المخرج سعيد الماروق لـ"العربي الجديد" أنّه المخرج يقع أحياناً في هذا الفخ التجاري، لكنّه في المقابل يحاول استعادة جزء هام من تصويره وسيناريو الكليب عبر التقنيات. ولا ينفي الماروق أنّ شحّ بعض شركات الإنتاج هو ما يدفع الفنان إلى الاستعانة بمنتج تجاري في الكليب مع أنّه ضد الفكرة، موضّحاً: "لكنّنا نحاول قدر المستطاع إعطاء كل ذي حق حقّه من خلال العمل".
بعد هذا الشرح المطوّل، يكمن السؤال، هل حقّق نجوم الغناء في العالم العربي نجاحاً من خلال إصداراتهم هذا العام؟ من دون شك، استطاع نجوم الصف الأوّل التقدم ولو خطوة بسيطة في جديدهم الغنائي كالفنانتين نانسي عجرم وأليسا والفنان راغب علامة. فكانوا نجوم هذا العام في الإصدارات الخاصة لألبومات كاملة.
الفنانة نوال الزغبي كان حضورها خجولاً في الإنتاجات الجديدة. فيما تابعت الفنانة نجوى كرم حفلاتها كالعادة، لكنّها ضاعت في إصدار عمل متكامل أو حتى أغنية منفردة. لكنّها قرّرت في نهاية العام الحالي، إصدار أغنية منفردة، ويبدو أنّها ستعتمد هذا المنهج، أي ستصدر كل ثلاثة أشهر تقريباً أغنية.
أمّا الفنانة نوال الزغبي فوقّعت عقداً مع شركة عالم الفن، إذ ليس بمقدور نوال إلا الرضوخ للمنتج. أصدرت ثمرة أعمالها، أغنية مصرية "ولا بحبك" منفردة قبل ثلاثة أسابيع. ومن خلالها أطلّت الزغبي بعد غياب، مؤكّدة أنّ أمامها وقتا قليلا لإصدار عملها الغنائي الجديد مطلع العام المقبل. وتحاول نوال كسب جمهور يتفاعل معها عبر مواقع التواصل، ويفتعل المشاكل مع معجبي باقي الفنانات. ما يؤكد في مفهوم الزغبي أنّها لا زالت موجودة على الساحة الفنيّة وأنّ مكانها لا يهتزّ، لكن هذا لا يخفى أنّ شهرة نوال تراجعت في العامين الأخيرين، وبقي اسمها متداولاً.
في حين فاز الفنان تامر حسني أيضاً من خلال ألبوم 180 درجة. أمّا خليجياً، فغابت الفنانة أحلام المشغولة بمشاكلها مع الصحافة والناس هذا العام. كذلك غاب الفنان حسين الجسمي بالألبومات الكاملة، لكنّه حضر بقوة عبر أغنية شهيرة "بشرة خير" التي اكتسحت أعمالاً لا علاقة لها بالسياسة، واستطاعت التغلّب على كثير من الأغنيات والأعمال العادية.
كما صدرت خليجياً ألبومات الفنان حاتم العراقي، وأخطبوط العود عبادي الجوهر، وكذلك علي بن محمد، وعاد جواد العلي، فيما غابت الأصوات النسائية عن الساحة الخليجية لأسباب ظلّت مجهولة. ابتعدت نوال قليلاً عن المهرجانات التي أحيتها في المغرب والقليل منها في الخليج. وحضرت أسماء جديدة على الخارطة الخليجية، فأصدرت روتانا ألبوماً لفدوى المالكي، ويبدو أنّ الشركة تعول على المواهب الشابة، إضافة إلى عدد من مغنّي الخليج وفق سياسة جديدة تتبعها. هكذا ينتهي عام 2014 موسيقياً.
واستطاعت عدة شركات أن تحجز مكانها على خارطة التوزيع ونشر وتحميل أغنيات النجوم، ومنها شركة "أنغامي" التي حققت هذا العام مكاسب كبيرة، من خلال تعاقدها مع نجوم الصفّ الأول من المغنين والمطربين، ليس فقط في لبنان، بل وصلت إلى القاهرة والخليج والعالم. لكن كيف كان حال سوق المبيعات خلال هذا العام؟ لا شيء ثابتا، بحسب ما يؤكد مسؤول في مركز مبيعات للألبومات الغنائية في لبنان في حديثه إلى "العربي الجديد"، مشيراً إلى أنّ طرح عدد من الألبومات الغنائية في الأشهر الأخيرة من العام الحالي، أنعش سوق الـ"سي دي"، لكن لا يمكن القول إنّ هذا الفنان حقق المراتب الأولى أو إن آخر تفوّق عليه. يصبح الـ"سي دي" مع الوقت كعملة في سوق البورصة.
ففي إحدى المرات تزداد المبيعات بعد إصدار الفنان لكليب مصوّر، فترتفع نسبة الطلب، إذ يغذي الكليب حركة المبيعات وإقبال الناس على هذا الـ"سي دي". ومرات أخرى، ترتفع مبيعات السيدة فيروز فتدخل المراتب الخمس الأولى. متابعاً، لكن من دون شك، فإنّ أي إصدار جديد يقفز إلى المراتب الأولى تلقائياً بسبب الإعلانات وجماهرية الفنان أو الفنانة. ويعطي المصدر مثالاً على كلامه، ألبوم أليسا التي فازت بالمرتبة الثانية بعد خمسة أشهر من إصدار ألبومها "حالة حب". وأضاف، أنّه في بعض الأوقات يطلق أحد الفنانين ألبومه الغنائي، فيقفز بفعل مبيعات المركز إلى المراتب الأولى بين أسبوع وأسبوعين.
عاد عدد كبير من المطربين إلى الإصدارات الكاملة في عام 2014، وربّما كانت الفنانة نانسي عجرم من أولى الفنانات اللواتي أصدرن ألبومهنّ الغنائي نهاية فبراير/شباط هذا العام. فلاقى عدد من الأغنيات الجدية نجاحاً، ثم كان ألبوم أليسا الذي يعتبر حتى اليوم أولاً، وتبعه ألبوما الفنانين راغب علامة ووائل كفوري بعملين لا بأس بهما.
هذا المزج أو العودة إلى عصر الألبومات بات اليوم همّاً كبيراً يحيط بالنجوم. فأغلبيّة النجوم اليوم، يعتمد على إصدار أغنية منفردة، فيما البعض استطاع التغلب على شحّ شركات الإنتاج المالي عبر الإعلانات التجارية، التي بدأت تعوّض على هذه الشركات من مصاريف الإنتاج الباهظة. هذا فضلاً عن دخول المنتجات التجارية في قلب اللعبة، عبر الفيدو كليب الذي أصبح تنفيذه مرهوناً بشركات الإعلانات التي ترعى عبر الكليب المكلّف وتدفع مستحقّاته المالية، وهذا ما جعل بعض الفنانين يتجهون إلى الإنتاج الخاص، وهؤلاء هم المغنون الصغار أي الصف الثاني أو الثالث. في وقت لجأ فيه نجوم الصف الأوّل إلى مبايعة شركات الإعلانات إنتاجهم الغنائي للصرف على الفيديو كليب.
هذا المفهوم التجاري ألغى مقولة "إبداع الكليب"، إذ يؤكد المخرج سعيد الماروق لـ"العربي الجديد" أنّه المخرج يقع أحياناً في هذا الفخ التجاري، لكنّه في المقابل يحاول استعادة جزء هام من تصويره وسيناريو الكليب عبر التقنيات. ولا ينفي الماروق أنّ شحّ بعض شركات الإنتاج هو ما يدفع الفنان إلى الاستعانة بمنتج تجاري في الكليب مع أنّه ضد الفكرة، موضّحاً: "لكنّنا نحاول قدر المستطاع إعطاء كل ذي حق حقّه من خلال العمل".
بعد هذا الشرح المطوّل، يكمن السؤال، هل حقّق نجوم الغناء في العالم العربي نجاحاً من خلال إصداراتهم هذا العام؟ من دون شك، استطاع نجوم الصف الأوّل التقدم ولو خطوة بسيطة في جديدهم الغنائي كالفنانتين نانسي عجرم وأليسا والفنان راغب علامة. فكانوا نجوم هذا العام في الإصدارات الخاصة لألبومات كاملة.
الفنانة نوال الزغبي كان حضورها خجولاً في الإنتاجات الجديدة. فيما تابعت الفنانة نجوى كرم حفلاتها كالعادة، لكنّها ضاعت في إصدار عمل متكامل أو حتى أغنية منفردة. لكنّها قرّرت في نهاية العام الحالي، إصدار أغنية منفردة، ويبدو أنّها ستعتمد هذا المنهج، أي ستصدر كل ثلاثة أشهر تقريباً أغنية.
أمّا الفنانة نوال الزغبي فوقّعت عقداً مع شركة عالم الفن، إذ ليس بمقدور نوال إلا الرضوخ للمنتج. أصدرت ثمرة أعمالها، أغنية مصرية "ولا بحبك" منفردة قبل ثلاثة أسابيع. ومن خلالها أطلّت الزغبي بعد غياب، مؤكّدة أنّ أمامها وقتا قليلا لإصدار عملها الغنائي الجديد مطلع العام المقبل. وتحاول نوال كسب جمهور يتفاعل معها عبر مواقع التواصل، ويفتعل المشاكل مع معجبي باقي الفنانات. ما يؤكد في مفهوم الزغبي أنّها لا زالت موجودة على الساحة الفنيّة وأنّ مكانها لا يهتزّ، لكن هذا لا يخفى أنّ شهرة نوال تراجعت في العامين الأخيرين، وبقي اسمها متداولاً.
في حين فاز الفنان تامر حسني أيضاً من خلال ألبوم 180 درجة. أمّا خليجياً، فغابت الفنانة أحلام المشغولة بمشاكلها مع الصحافة والناس هذا العام. كذلك غاب الفنان حسين الجسمي بالألبومات الكاملة، لكنّه حضر بقوة عبر أغنية شهيرة "بشرة خير" التي اكتسحت أعمالاً لا علاقة لها بالسياسة، واستطاعت التغلّب على كثير من الأغنيات والأعمال العادية.
كما صدرت خليجياً ألبومات الفنان حاتم العراقي، وأخطبوط العود عبادي الجوهر، وكذلك علي بن محمد، وعاد جواد العلي، فيما غابت الأصوات النسائية عن الساحة الخليجية لأسباب ظلّت مجهولة. ابتعدت نوال قليلاً عن المهرجانات التي أحيتها في المغرب والقليل منها في الخليج. وحضرت أسماء جديدة على الخارطة الخليجية، فأصدرت روتانا ألبوماً لفدوى المالكي، ويبدو أنّ الشركة تعول على المواهب الشابة، إضافة إلى عدد من مغنّي الخليج وفق سياسة جديدة تتبعها. هكذا ينتهي عام 2014 موسيقياً.