ولدت الراحلة في قرية الكفير في الجنوب اللبناني، وتلقّت تعليمها في "الجامعة الأميركية" في بيروت حيث نالت شهادة البكالوريوس في اللغة العربية عام 1958، وبدأت تنشر أولى نصوصها في مجلة "الصياد"، حيث عملت في الصحافة.
أصدرت في تلك الفترة روايتيها "طيور أيلول" (1962)، و"شجرة الدفلى" (1967) لتقرّر بعد ثلاث سنوات ترك العمل الصحافي و"التفرّغ للعائلة والرواية والقصة" كما تقول في إحدى مقابلاتها. تشكّل الهجرة والحرب وافتراق العائلة ثيمات أساسية تتبعتها نصر الله في كتابتها، التي ضمنّتها رؤيتها وتحليلها السيسولوجي والسياسي والثقافي للعديد من الأحداث الكبرى التي تناولتها.
لا يغيب عن بال صاحبة "الرهينة" مشهد حرق بيتها وتدميره، وكذلك بيت عائلتها بما يحتويه من مخطوطات على يد الجيش الإسرائيلي أثناء اجتياحه بيروت عام 1982، ما ولّد الإصرار والتمسّك بالمكان رغم هجرة جميع أفراد عائلتها.
وقد أتت روايتها الأولى كردّ فعل على ما خلّفته هجرة إخوتها إلى كندا، من آلام لديها، فأرادت أن تعود في عملها إلى مسقط رأسها؛ بلدتها التي لم تغادرها يوماً، وتكرّر الأمر نفسه في روايتها "الإقلاع عكس الزمن" حين رصدت الفقد والحنين الذي تعيشه عائلات هاجر أحبتّها ولم يعودوا.
كانت المرأة وهمومها ومعاناتها في الحب والمجتمع موضوعاً أثيراً لدى نصر الله، التي قدّمت بطلات خائفات يذهب بعضهن إلى الانتحار أو العزلة أو الصمت، انسحاباً من منظومة القمع الاجتماعي التي تفرض شكل حياتهن ومصيرهن مسبقاً.
أصدرت نصر الله خمس روايات وعشر مجموعات قصصية، وقصصاً للأطفال من بينها "يوميات هر" التي تصف فيها الحرب الأهلية من وجهة نظر قط، وهو عمل لقي نجاحاً وترجم إلى أكثر من لغة. من بين أعمالها الروائية؛ "تلك الذكريات" و"الجمر الغافي"، إضافة إلى مجموعاتها القصصية؛ "روت لي الأيام"، و"الينبوع"، و"المرأة في 17 قصة"، و"خبزنا اليومي"، و"لحظات الرحيل"، و"الليالي الغجرية"، و"الطاحونة الضائعة"، و"أوراق منسية"، و"أسود وأبيض"، و"رياض جنوبية".