ويعتبر عدد العرب الفائزين بجوائز نوبل هزيلا مقارنة بمنح نحو 600 جائزة في تاريخ الجائزة المرموقة، ومقارنة بعدد سكان الدول العربية، وكذا الثروات المتراكمة في عدد من تلك البلدان.
ويؤشر كون خمس من الجوائز العربية التسع هي جائزة نوبل للسلام التي تمنحها لجنة نوبل للسلام النروجية، إلى أن الإنجاز العربي في المجال العلمي والأدبي، وفق الأكاديمية الملكية السويدية، محدود للغاية، كما يعيد التأكيد على أن المنطقة العربية تعيش على صفيح ساخن بسبب النزاعات والحروب والصراعات طوال القرن الأخير.
عرف العرب جوائز نوبل لأول مرة في عام 1978، حين منحت جائزة نوبل للسلام إلى الرئيس المصري الراحل أنور السادات (1918 - 1981)، مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغين، على أثر توقيع معاهدة السلام في كامب ديفيد، ليكون السادات أول عربي مسلم ينال الجائزة.
في سنة 1994، منح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (1929 - 2004)، جائزة نوبل للسلام أيضا، واقتسم الجائزة مع وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز، ورئيس الوزراء إسحق رابين، على خلفية توقيع "معاهدة أوسلو" سنة 1993، و"لما بذلوه من جهود لتحقيق السلام في الشرق الأوسط"، بحسب لجنة الجائزة.
ثالث جوائز نوبل للسلام التي حازها العرب منحت في 2005 للمصري محمد البرادعي (1942)، مناصفة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي كان يديرها في ذلك الوقت، "اعترافا بالجهود المبذولة من جانبهما لاحتواء انتشار الأسلحة النووية في العالم".
Twitter Post
|
في عام 2011، اقتسمت الناشطة اليمنية توكل كرمان (1979)، جائزة نوبل للسلام مع الرئيسة الليبيرية إلين جونسون سيرليف، والناشطة الليبيرية ليما غوبوي، وبهذه الجائزة أصبحت كرمان أول امرأة عربية تحصل على جائزة نوبل.
وفي 2015، اقتسمت أربع منظمات تونسية جائزة نوبل للسلام العربية الخامسة، "لمساهمتها في إنجاح مسار الانتقال الديمقراطي في تونس، والخروج بالبلاد من الأزمة السياسية، إلى جانب جعل تونس دولة الربيع العربي الوحيدة التي نجح مسارها".
يعتقد كثيرون أن العالم المصري الراحل أحمد زويل (1946 - 2016)، هو العربي الأهم الحائز جائزة نوبل، باعتباره حصل عليها في مجال الكيمياء سنة 1999 عن أبحاثه المتعلقة بالفيمتو ثانية، بخلاف السياسيين والناشطين الحائزين جوائز نوبل للسلام.
Twitter Post
|
لكنّ هناك عالمين عربيين آخرين حازا جوائز نوبل العلمية، أولهما البريطاني من أصل لبناني بيتر مدور (1915 - 1987)، الذي حاز جائزة نوبل في الطب عام 1960، مناصفة مع الأسترالي السير فرانك بورنت، لاكتشافهما "التحمل المناعي المكتسب"، وهو العربي الوحيد الحاصل على نوبل في الطب حتى الآن.
كما حاز العالم الأميركي من أصل لبناني إلياس جيمس خوري (1928)، جائزة نوبل في الكيمياء سنة 1990، عن أبحاثه في تطويره نظرية ومنهجية التركيب العضوي.
ويحتج بعضهم بأن العالمين مدور وخوري هما بريطاني وأميركي على الترتيب، وليسا لبنانيين إلا بحسب أصول عائلتيهما، لكن الواقع أن أحمد زويل حين حاز جائزة نوبل كان يحمل الجنسية الأميركية أيضا.
الجائزة التاسعة التي نالها العرب، كانت جائزة نوبل في الأدب، والتي حازها الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ (1911 - 2006)، سنة 1988، باعتباره "يقدم أدبا واقعيا"، وهو العربي الوحيد الذي حاز الجائزة حتى الآن.