أثار مقطع فيديو نشر على موقع "ويبو"، ضجة كبيرة بين مستخدمي الإنترنت، بعد أن اختفى فيه رجل أمام شاشة الكاميرا، مستخدماً قطعة قماش كان يحملها بين يديه، فأطلقوا على هذا المنتج صيني الصنع، اسم "عباءة الإخفاء".
وحقق مقطع الفيديو أكثر من 21.4 مليون مشاهدة، وتداولته العديد من وسائل الإعلام، والتواصل الاجتماعي، كما شاركه تشن شيكو، نائب رئيس إدارة التحقيقات الجنائية بوزارة الأمن العام في الصين، على صفحته الشخصية في موقع "ويبو" في 4 كانون الأول، وعلق قائلاً: "من الممكن أن يكون مفيدًا للجنود، إذ يستطيعون بواسطته تجنب من يحاولون التجسس عليهم ليلًا، إلا أني أشعر بالقلق جراء الترويج له، فماذا لو استخدمه المجرمون!" وفقًا لموقع "ديلي ميل".
وفي حين تحمس العديد من مشاهدي الفيديو لهذا القماش السحري، عبر آخرون عن عدم اقتناعهم، وخاصة بعد ملاحظتهم اختفاء أوراق الأشجار تحت قدم الرجل، من الجهة التي لا تغطيه بها "عباءة الإخفاء". حيث لم يقتنع تشو تشن سونغ، أحد المنتجين في شركة "Quantum Video"، بالفيديو وأوضح أن "بعض البرامج مثل Adobe's After Effects، تتيح معالجة الخلفية في المقاطع المصورة.
لكن في الواقع، هناك نوع مشابه من القماش صار حقيقة علمية منذ عام 2003، أنتجه العالم الياباني سوسومو تاتشي، مع فريق من الباحثين من جامعة كيو في طوكيو باليابان، يتكون نسيجه من خرز زجاجي متناه في الصغر، قادر على تغيير مسار الضوء. وهنا تكمن أهميته،
فالسبب في قدرتنا على رؤية الأجسام، أن الضوء القادم من مصدر ما مثل المصباح أو الشمس، يصل إلى الجسم قبل انعكاسه على أعيننا، لذا فلو أمكن لتقنية ما أن تشتت هذا الضوء المنعكس قبل أن يصل إلى أعيننا، فسوف تختلف رؤيتنا للأشياء.
لكن القماش وحده ليس كافياً لإتمام عملية الاختفاء، بل هو جزء من منظومة تتضمن تقنية ابتكرها تاتشي وسماها "تقنية الإسقاط العاكس الرجعي"، استخدم فيها كاميرا صغيرة حساسة، وجهاز كمبيوتر لمعالجة الصور التي تلتقطها، وآلة عرض تعتمد تقنية السينما، بحسب "gadgethelpline".
وتعمل المنظومة كالتالي: تلتقط الكاميرا المشهد الكامن وراء الشخص الذي يرتدي القماش، وتعكسه على القماش الذي يعكسه بدوره إلى آلة العرض بعد أن يتولى جهاز الكمبيوتر معالجة الصور، فيبدو المشهد للمتفرجين، وكأنه خال تمامًا من مرتدي القماش السحري.
(العربي الجديد)