"كلمات معلّقة" عنوان معرض للفنّانة والباحثة النمساوية ذات الأصول الإيطالية والهنغارية، إليزابيث بولزا (1968)، يُفتَتح عند العاشرة من صباح الجمعة المقبل، العاشر من الشهر الجاري، في "الدار العربية" في مدينة قرطبة الإسبانية، ويتواصل حتى الأول من آذار/ مارس المقبل.
يضمّ المعرض صوراً ورسومات ولوحات حروفية كأنها قطع من عمل واحد جرى جمعه ليمثّل رؤية الفنّانة التي "تحاول استكشاف الأشكال القديمة في الفن الإسلامي، وكيف يمكن أن تشكّل وسيطاً للتواصل في عصر الشبكات الاجتماعية"، يحسب بيان المنظّمين.
ترتبط أعمال بولزا بعملها كباحثة في مدن الأندلس بالجنوب الإسباني لأكثر من عشرين عاماً، بعد ان أكملت دراستها الفن والتصميم الداخلي في مدينة فلورنسا الإيطالية، قبل أن تقّرر دراسة اللغة العربية والفن الإسلامي بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
تبلورت بعد ذلك أعمالها الجديدة التي تستند إلى الحرف العربي باعتباره صلة وصل بين الحضارات، كما تجلّى ذلك في النموذج الأندلسي، الذي يُظهر في تطوُّر فنونه وشعره وأدبه تقاطعات عديدة بين الشرق والغرب عبّر عنها الخط العربية كناقل للإبداع والمعرفة.
الخط هنا يقوم بوظفيتين: الأولى جمالية تتّصل بالمفاهيم الفلسفية والصوفية التي تبحث الفنانة في جذورها وتَطوّرها مع انتشار الخط العربي شرقاً وغرباً وحدوث تغيّرات عديدة عليه بين جغرافيا وأخرى، والثانية باعتباره القالب الذي تُكتب فيه اللغة، ومن خلالها يحدث التواصل بين الحضارات المختلفة.
تمزج بولزا في أعمالها بين خطوط النسخ والثلث والديواني، في محاولة لتجريب التداخل بينها ضمن العمل الواحد من أجل إبراز التعدّد داخل الثقافة العربية التي تداخلت فيها العديد من العناصر والمؤثرات الحضارية عبر التاريخ، كما في لوحتَي "ملك الصحراء"، و"أنشودة القافلة".
تحتوي لوحاتها قصائد لابن زيدون ولبيد بن ربيعة وعمر الخيام ومحمود درويش، إضافة إلى قصائد لهيرمان هسه ترجمتها بنفسها للعربية.
وتشير في تقديمها المعرض إلى أن "الفن البصري لديه مقدرة لإقامة علاقات وروابط عاطفية تتجاوز الأفكار المسبقة، وبالمثل الشعر قادر على مشاركة قيم عالمية مشتركة مثل الحب والفقد والجوانب الروحانية".