كنت من ضمن الرافضين للإطاحة بالرئيس المنتخب، محمد مرسي، رغم اختلافي مع أسلوب حكمه. كنت، ومثلي قلة قليلة للأسف، أرى الثورة المضادة واضحة، وكنت أثق أنها لا تستهدف مرسي، وإنما كل استحقاقات الثورة على نظام مبارك والحكم العسكري الذي يمثله، والمتواصل منذ إطاحة الجيش بالملك فاروق، في ما يسمى بثورة يوليو 1952.
كانت خطة الانقلاب تسير على قدم وساق، من دون أن يبذل الرئيس أو أي من معاونيه أو داعميه شيئاً لإيقافها أو إفشالها أو حتى تحجيمها. وقع الانقلاب، وأصبحت باعتباري من معارضي الإطاحة بأول رئيس مصري منتخب، من القلة المنبوذة في مصر، وعشت شهوراً من الترقب وعانيت من التحريض قبل أن أغادر البلاد. لا أدري حتى الآن إن كانت مغادرتي اختيارية أم اضطرارية.
لم يكن يخطر ببالي عقب إطاحة مرسي، حجم الدم الذي أريق، لم يكن وارداً أبداً في أسوأ أحلامي وقوع تلك المجازر الجماعية. ما حدث كان خارج التوقعات، وأقسى من الكوابيس. واقع القتل والقمع كان قاسياً لدرجة الصدمة.
لكنني أحدُ مَن صدمتهم بقسوة أكبر حالة الشماتة والتحريض على المزيد من الدم من جانب أشخاص كانوا قبل فترة قصيرة ينتحبون على أشخاص سقطوا برصاص الشرطة في عهد مرسي.
في رأيي: سقط مرسي، وربما لا يجب أن يعود. رغم أن عودته تنقذنا من كثير من تبعات الجرائم التي ارتكبها الانقلاب.
الأهم أن تعود الثورة، وأن يعود الثوار الحقيقيون، وليس نشطاء الثورة الذين ناموا في سرير العسكر، والذين روّجوا أن السيسي هو المنقذ، هؤلاء اليساريون والناصريون والسلفيون، ومعهم "الدولجية" والمغيبون، هؤلاء في رأيي من أعداء الثورة، وعليهم يجب أن تقوم أيضاً.
لا أشك أن الثورة ستقوم، ليس لإعادة الإخوان إلى الحكم، ولكن للقصاص من كل من قتل المصريين، سواء في ذلك من قتلوهم بالرصاص أو من قتلوهم بالسرقة والفساد والأمراض، ومن قتلوهم بتعليم فاشل ورعاية صحية متدنية وحقوق ضائعة في الداخل والخارج.
قاد السيسي الانقلاب العسكري، ثم قاد البلاد إلى هاوية يعاني منها الجميع الآن. كل ما روّجه السيسي وقادة انقلابه، العسكريون والمدنيون، كمبرر للانقلاب على الرئيس المنتخب فعلوا ما هو أسوأ منه، حجم الجرائم المرتكبة في حق المصريين خلال سنوات الانقلاب لا يملك أحد تجاهله أو التغاضي عنه، حتى المؤيدين للانقلاب أنفسهم باتوا يستنكرونه.
السيسي مجرم دعمه مجرمون، هو يستحقهم وهم يستحقونه، وعندما يخرج الناس مجدداً إلى الشوارع، وسيخرجون بلا شك، فإن من ينادي عندها بحكم عسكري مجدداً سيكون الخائن الوحيد.
إلى أن نلتقي في ميدان التحرير.
اقــرأ أيضاً
كانت خطة الانقلاب تسير على قدم وساق، من دون أن يبذل الرئيس أو أي من معاونيه أو داعميه شيئاً لإيقافها أو إفشالها أو حتى تحجيمها. وقع الانقلاب، وأصبحت باعتباري من معارضي الإطاحة بأول رئيس مصري منتخب، من القلة المنبوذة في مصر، وعشت شهوراً من الترقب وعانيت من التحريض قبل أن أغادر البلاد. لا أدري حتى الآن إن كانت مغادرتي اختيارية أم اضطرارية.
لم يكن يخطر ببالي عقب إطاحة مرسي، حجم الدم الذي أريق، لم يكن وارداً أبداً في أسوأ أحلامي وقوع تلك المجازر الجماعية. ما حدث كان خارج التوقعات، وأقسى من الكوابيس. واقع القتل والقمع كان قاسياً لدرجة الصدمة.
لكنني أحدُ مَن صدمتهم بقسوة أكبر حالة الشماتة والتحريض على المزيد من الدم من جانب أشخاص كانوا قبل فترة قصيرة ينتحبون على أشخاص سقطوا برصاص الشرطة في عهد مرسي.
في رأيي: سقط مرسي، وربما لا يجب أن يعود. رغم أن عودته تنقذنا من كثير من تبعات الجرائم التي ارتكبها الانقلاب.
الأهم أن تعود الثورة، وأن يعود الثوار الحقيقيون، وليس نشطاء الثورة الذين ناموا في سرير العسكر، والذين روّجوا أن السيسي هو المنقذ، هؤلاء اليساريون والناصريون والسلفيون، ومعهم "الدولجية" والمغيبون، هؤلاء في رأيي من أعداء الثورة، وعليهم يجب أن تقوم أيضاً.
لا أشك أن الثورة ستقوم، ليس لإعادة الإخوان إلى الحكم، ولكن للقصاص من كل من قتل المصريين، سواء في ذلك من قتلوهم بالرصاص أو من قتلوهم بالسرقة والفساد والأمراض، ومن قتلوهم بتعليم فاشل ورعاية صحية متدنية وحقوق ضائعة في الداخل والخارج.
قاد السيسي الانقلاب العسكري، ثم قاد البلاد إلى هاوية يعاني منها الجميع الآن. كل ما روّجه السيسي وقادة انقلابه، العسكريون والمدنيون، كمبرر للانقلاب على الرئيس المنتخب فعلوا ما هو أسوأ منه، حجم الجرائم المرتكبة في حق المصريين خلال سنوات الانقلاب لا يملك أحد تجاهله أو التغاضي عنه، حتى المؤيدين للانقلاب أنفسهم باتوا يستنكرونه.
السيسي مجرم دعمه مجرمون، هو يستحقهم وهم يستحقونه، وعندما يخرج الناس مجدداً إلى الشوارع، وسيخرجون بلا شك، فإن من ينادي عندها بحكم عسكري مجدداً سيكون الخائن الوحيد.
إلى أن نلتقي في ميدان التحرير.