إلى متى سيطول انتظار إيران؟

18 ديسمبر 2018
ترفض إيران سيناريو النفط مقابل الغذاء (فاطمة بهرامي/الأناضول)
+ الخط -

ما زالت إيران في انتظار الأطراف الأوروبية التي ظلت في الاتفاق النووي عقب انسحاب أميركا منه في مايو/أيار الماضي، وتعول على منحها ما أصبح يسمى بالآليات الأوروبية، فذلك سيساعدها على حصد المكتسبات الاقتصادية والصمود بوجه عقوبات واشنطن.

وتلك الأطراف لم تقدم حتى الآن أي تفاصيل حول ماهية الآليات، باستثناء إعلان أنها ستؤسس منصة أو كيانا ستستقبله إحدى الدول الأوروبية ليتم من خلالها تبادل السلع مع طهران، التي اشترطت بدورها ضمان تصدير نفطها وبضائعها وتسليمها عائداتها المالية، فمسألة التحويلات التي يعرقلها عدم اتصال إيران بـ"السويفت" الدولي تشكّل أولوية. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في مؤتمر صحافي أمس الإثنين، أن إيران وتلك الأطراف لا تستطيع الكشف عن تفاصيل الآلية الأوروبية، وهو ما يعني خشية من محاولة أميركية لتعطيلها. وأوضح أن تلك المنصة ستتيح تبادل العديد من البضائع مع طهران، لا الغذاء والدواء فقط، وذلك في تلويح لرفض سيناريو النفط مقابل الغذاء، فإيران تريد بيع نفطها والحصول على عائداتها المالية، وتعلم أن أطراف الاتفاق تريد منها الاستمرار في ضبط النشاط النووي بما لا يجر المنطقة لحالة نزاع جديدة، ستنعكس بالنتيجة على أوروبا.

وعلى رغم أنه يوجد في الداخل من لا يعول على أوروبا ويطالب بعدم انتظارها، باعتبار أنها لن تضحي بمصالحها وعلاقاتها مع واشنطن لأجل طهران، لكن مواقف مسؤولي ملف المباحثات الجديدة الدائرة حالياً مع الغرب، تبدو متفائلة أحياناً ومتشددة في أحيان أخرى، وهو ما يعني توزيعاً للأدوار. وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، مثلاً، أكد أن أوروبا ستمنح إيران تلك الضمانات، فيما ذكر رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، كمال خرازي، أنها ستصبح فاعلة قبل نهاية العام الحالي، مع أن ظريف نفسه أبدى تصعيداً إزاء الملف عدة مرات. أما مساعده عباس عراقجي، الذي أعلن أن أوروبا طرحت أفكاراً جديدة حول الآلية المالية، فقد أكد بعدها أن كل خطواتها بعد 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كانت بلا فائدة، وهو موعد دخول حزمة العقوبات الأميركية الثانية حيز التنفيذ. كما قال رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، سابقاً، إن بقاء بلاده في الاتفاق النووي سيصبح بلا فائدة إذا لم تستطع بيع نفطها، محذراً الأوروبيين من نفاد صبرها وملوحاً بإمكانية استئناف التخصيب بنسب عليا. ورغم كل ذلك، طهران ستبقى تناور وتنتظر، لأنها لن تتخلى في المستقبل القريب عن سياساتها، ولن تجعل الأمور تبدو وكأنها ضربت بالتزاماتها عرض الحائط وتفضّل أن تبقى واشنطن محل اتهام.
المساهمون