إلى صديقتي

09 يوليو 2015
إلى صديقتي (Getty)
+ الخط -
إلى صديقتي التي يحرق الشوق جنبيها، فلا يكاد يغمض لها جفن.. ولأن قلوب الأحبة أوطان لا تحدها جغرافيا، أريدك أن تعلمي أن قلبي سيسعك مهما تمدد الحزن داخلك.. أحبك. 
أخبرني في الحلم بأن أقول لك إن القلق الذي يملأ قلبك لا يسعده، هو يريدك بانتظاره فرِحة تكدّسين الأشواق لأجله.

ولأن الأشواق سلاح ذو حدين، أريدك قوية في مواجهتها، تحدثي معها، خففي من حدتها، وناقشيها في السياسة وأحوال الطقس، وعن قميصك الزهري.. المهم أن تهدأ قليلا.
ولأننا نساء، ما يعني أننا عاطفيات جدا، كوني حذرة، فلا تفسد العاطفة الزائدة ما بينكما. ولأننا نساء، نحن نتوقع دائما ردات فعل فورية. ما لا أضمن لك حدوثه دوما، فللرجل طبع غريب، عليك أن تتوقفي عن التنبؤ بردات فعله وانتظارها، حتى لا تتراكم الخيبات التي لا يد له فيها داخلك، فتصنع فجوة لا تسدها الأيام والنقاشات الطويلة على الهاتف. وإن كان ولا بد، فتوقعي الكثير من الأشياء من أكثرها عذوبة على قلبك، إلى أسوأ ما قد يحدث.


لابد وأنك تعتقدين أنني أحاول تقييدك.. لا، كوني مجنونة كما يحلو لك، وكوني العقل أيضا، جددي في أفكارك وأسلوبك، وما تتحدثان عنه.. وازني بين الأضداد فيك لتتوازني.
إياك أن توقفي حياتك إن ابتعدتما أو نشب خلاف، اسمحي للحزن بأن يضع لمسته، لكن لا تتركيه يسيطر عليك. هناك الكثير بعد لتختبريه وتعيشيه.

تذكري أن التجارب التي ستخضعك لها الحياة تصنع شخصيتك، ولا أظنك تريدين شخصية ضعيفة ومهزوزة. إن الكل يتألم ويعاني ويتعذب، فاصنعي لنفسك نافذة نحو الحب.. حب الآخرين، الوطن، أسرتك، أصدقائك.. وكل شيء، والأهم أن تحبي نفسك وتتصالحي معها.
أعلم أنك ستشعرين باليأس والألم، وأن هنالك لحظات تخنقك العبرات فيها، حينها لا تتواني في طلبي، سأكون دوما إلى جانبك.

كوني صادقة، الصدق أهم من كل شيء، لا شيء يدمر العلاقات كالكذب، لا تخافي مهما ارتكبت من أخطاء، كوني صادقة، اعتذري بصدق..
تذكري دوما أن الاعتذار حق الآخرين علينا إن أخطأنا في حقهم، فلا تشعري بالضعف لأنك تعتذرين، بل اشعري بالقوة والفخر، فأنت تمتلكين شجاعة الاعتراف بالخطأ والتراجع عنه.
غالبا ستملّين مما كتبته، ربما تغضبين، أريدك سعيدة، معافاة الروح والجسد.. لأنك صديقتي ولأنني أحبك.

(السودان)
دلالات