قرار إلغاء "الفيزا" عن المغاربة لولوج الأراضي القطرية جاء خلال الاحتفالية الكبرى التي نظمتها قطر أمس، بمناسبة تدشين ميناء "حمد" الجديد، أحد أكبر الموانئ المنشأة في البلاد وفي منطقة الشرق الأوسط.
وكشف رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطري عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني عن قرار رفع تأشيرة الدخول، عند استقباله لرئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي.
المالكي صرح للصحافة عقب الإعلان عن الخطوة القطرية، بأن هذا القرار "من شأنه أن يعزز العلاقات الثنائية ويفتح في المستقبل القريب آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين".
وبعد أن أورد رئيس مجلس النواب المغربي بأن التحضيرات جارية في أفق اقتراب موعد انعقاد اجتماع اللجنة العليا القطرية المغربية، لفت إلى أن الحضور المغربي لتدشين ميناء "حمد" الجديد يجسد مستوى "العلاقات الثنائية الجيدة"، وما يحظى به العاهل المغربي لدى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من "مكانة خاصة وتقدير كبير".
وعلق الدكتور أحمد مفيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فاس، على قرار قطر رفع التأشيرة عن المغاربة، بكونه "يستهدف تعزيز روابط الثقة بين المغرب وقطر، خصوصا في ظل الظرفية التي تعيش فيها دولة قطر وضعا خاصا بعد قرار دول خليجية مقاطعتها، وفرض شروط عليها".
ولفت مفيد خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن المغرب بخلاف عدد من البلدان اتخذ موقفا حكيما في مستوى عال من الجرأة، حيث لم يقرر مقاطعة قطر، ولم يقرر دعم أي طرف، واعتبر أن دول الخليج من خلال مجلس التعاون الخليجي قادرة على إيجاد الحلول اللازمة لهذه الأزمة، كما دعا كل الأطراف إلى الحوار لإيجاد مخرج لكل المشاكل العالقة.
واسترسل المتحدث بأن المملكة اتخذت موقفا نبيلا، بإرسال مجموعة من الطائرات المحملة بالمواد الغذائية الأساسية، وذلك لمساعدة القطريين على تجاوز مخلفات قرار المقاطعة.
وأوضح مفيد بأن لقطر مجموعة من الاستثمارات المهمة بالمغرب، وهي أيضا في حاجة لخبرة المغاربة في مجموعة من المجالات"، مردفا أن الدبلوماسية المغربية بقيادة ملك البلاد استطاعت أن تحافظ على علاقات متميزة مع مجموع دول الخليج".
وخلص إلى أنه في مجموع هذه العوامل يمكن أن نجد تفسيرا لقرار رفع إلغاء تأشيرة الدخول إلى أراضيها عن المغاربة، مضيفا أن "جميع الدول العربية يجب أن تكون لها الجرأة لرفع التأشيرة عن مواطني البلدان العربية الأخرى" وفق تعبيره.