وبحسب أرقام المفوضية العليا للانتخابات التي كشفت عنها أمس الثلاثاء عبر موقعها الرسمي، فإن الإقبال النسائي على التسجيل في منظومة الانتخابات لافت، ما قد يشير إلى تصاعد نسبتهن في الانتخابات المقبلة.
وبحسب تصريحات صحفية لرئيس المفوضية، عماد السويح، فإنّ "الأرقام قد تعكس مشاركة النساء بكثافة خلال المراحل المقبلة للانتخابات، مما قد يهيئ أرضية سياسية جيدة للمرأة وبالتالي إمكانية تصدر المشهد السياسي لوجوه ليبية نسائية جديدة".
وتعاني المرأة في ليبيا بسبب التشريعات والقوانين، من محدودية مشاركتها السياسية أو شغل المناصب العامة، مما أثّر على حجم إقبالها على المشاركة في الحياة السياسية على خلفية ضعف نسب تمثيلها سياسيا ومدنيا في البلاد.
وفي سياق متصل، أطلق نشطاء عبر صفحات التواصل الاجتماعي وسما بعنوان "شيبابين لا" لاقى رواجاً كبيراً خلال اليومين الماضيين، وتفاعلاً من قبل عدد كبير من الشباب على صفحاتهم.
ويعكس الوسم (هاشتاغ) سعي شريحة الشباب لرفض إعادة انتخاب الوجوه السياسية السابقة المصنفة على مراحل ما بعد الشباب، والذي ساهموا في صناعة أزمات البلاد وتراكمها، مقابل إفساح المجال للشباب الذين لم يتمكنوا من الاضطلاع بدورهم بشكل جيد في المراحل السابقة.
وأظهرت الصورة التي استخدمت كشعار للوسم، بعض الوجوه السياسية التي تولت مناصب هامة في عهد المؤتمر الوطني العام ومجلس النواب الحالي ومجلس الدولة وأخرى على مدى الـ7 سنوات الماضية.
Facebook Post |
وأكدت تعليقات نشطاء تفاعلوا مع الحملة، أن الشباب هم الشريحة الأكثر تضررا، فبالإضافة لنسب البطالة المرتفعة بينهم وقلة فرص التعليم وضعف الحقوق الصحية والإنسانية الأخرى، هم وقود حروب البلاد على مدى السنوات الماضية، بينما أخفق "الشيابين" في قيادة دفة البلاد بعد توليهم لمناصب الحكم ومراكز صنع القرار.
وقالوا: "لا ننكر ما قام به الكبار، لكننا نتطلع لضخّ دماء جديدة في مجال السياسة، والشباب أكثر قدرة على العمل ويحملون طموحات تواكب حاضرهم وتؤمن مستقبل غيرهم".
وأشار نشطاء آخرون إلى أن أغلب شباب ليبيا لا ينتمون للأحزاب أو التيارات السياسية الحالية التي انقسمت بين متشدد وبين من يسعى للحكم بقوة السلاح وعسكرة الدولة.
وقال ناشط ليبي:"حملتنا لا انتماء لها سوى البلاد، إنها رهان حقيقي لمستقبلنا"، داعيا إلى التفاعل معها للحد من عودة ذات الوجوه السابقة بأموال مجهولة لحكم البلاد بــ"عقليات عفّى عليها الزمن".