أصدرت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، الخميس، قراراً بإقالة عميد المعهد القومي للقلب، جمال شعبان، وتعيين محمد أسامة بدلاً منه، وذلك بعد أقل من ستة أشهر على تعيين شعبان، الذي يحظى بقبول شعبي وإعلامي واسع كونه نجح في الحد من قوائم انتظار المرضى بشكل كبير.
واستقبل العاملون قرار وزيرة الصحة بالهتاف للعميد المقال: "عاوزين جمال. عاوزين جمال"، و"لا لقرار الإقالة"، مشيرين إلى أن قرار تعيين شعبان صدر في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد تشكيل لجنة لاختيار عميد جديد للمعهد للمرة الأولى في تاريخه، إذ كان المعتاد التعيين من دون اختبارات أو تحديد معايير للاختيار.
ولفت البعض إلى أن وزيرة الصحة تقلد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تعود الإطاحة بأي مسؤول يحقق نجاحات في منصبه، أو تشيد به وسائل الإعلام، مثلما حدث مع أحمد درويش، الذي أقاله السيسي من رئاسة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وعين مكانه مهاب مميش.
وقالت مصادر في وزارة الصحة المصرية لـ"العربي الجديد"، إنّ قرار الإقالة سببه الرئيس هو زيادة شعبية المدير المقال بين العاملين في المعهد الذي يستقبل الآلاف من المرضى يومياً، فضلاً عن الإشادة بأدائه من قبل أعضاء مجلس النواب، والقنوات التلفزيونية بعد نجاحه في إدارة منظومة العمل داخل المعهد.
وبينت المصادر أن قرار تعيين عميد المعهد الجديد، والذي كان يشغل منصب رئيس قسم جراحة القلب بالمعهد، سيكون لثلاثة أشهر فقط قابلة للتجديد، لافتة إلى وجود خلافات بين الوزيرة وعميد المعهد المقال في ضوء حالة التأييد التي يتمتع بها داخل المعهد وخارجه بين منظمات المجتمع المدني المعنية بالقطاع الصحي.
من جهته، تقدم عضو البرلمان عن حزب "الوفد" حسين غيتة، بسؤال إلى وزيرة الصحة عن أسباب قرار إقالة شعبان، الذي وصفه بـ"التعسفي" و"غير المدروس"، مؤكداً أن عميد المعهد المقال كان من الكفاءات التي أحدثت تغييراً في إدارته، وله بصمات واضحة في ملف التطوير، ما يُثير تساؤلات حول منهجية تجريف وزارة الصحة من الكفاءات.
وأضاف غيتة: "ما هي معايير اتخاذ القرارات التي من شأنها إحداث حالة من التأثير السلبي على قطاع الصحة؟ خصوصاً وأن شعبان استطاع تطوير مبنى المعهد في زمن قياسي، وتجهيزه بأحدث غرف العمليات، علاوة على توفير كبسولات لجراحات القلب المفتوح وقسطرة القلب، فهل يكون جزاؤه الإقالة بعد 6 أشهر من توليه المنصب؟!".
وطالب غيتة، في سؤاله البرلماني، وزيرة الصحة، بضرورة العدول عن قرار إقالة شعبان، أو الكشف عن أسباب الإقالة، نظراً لأنها سببت حالة من الاستياء الشديد بين الأطباء في المعهد القومي للقلب بإمبابة، لا سيما أن د. شعبان كان يجب أن يكرم على إنجازاته خلال الفترة الماضية، ومن أهمها القضاء على قوائم الانتظار بالمعهد.
إلى ذلك، كتبت الطبيبة إكرام صديق على صفحتها الشخصية بموقع "فيسبوك": "أيتها الوزيرة، أنت من يجب إقالتها، وليس الدكتور جمال شعبان. لأنك تعملين ضد الدولة، وضد المرضى، وضد الأطباء".
وقال الصحافي المتخصص في الملف الطبي، السيد عبد العال: "كنت واثقاً من أن جمال شعبان لن يستمر مع وزيرة الصحة، لأنها تؤمن بأن الحياة ما هي إلا مجموعة من التعليمات، وعندما وجدت أن الرجل خرج عن السيطرة، وأصبح يشكل خطراً داهماً عليها، قررت التخلص منه. جمال شعبان عمل لحساب الفقراء، وهذا أزعج الكل".
وأضاف عبد العال، في تدوينة انتشرت على نطاق واسع عبر موقع "فيسبوك"، أن "معهد القلب سوف يعود كما كان: "اللي معاه يشرفنا، والمواطن يبعد عننا"، مستطرداً: "هناك مليون مصري مثل جمال شعبان، وبإمكانهم إحداث نقلة للبلاد في شتى المجالات. بس مصر (النظام) مش عاوزة غير واحدة زي الوزيرة الحالية".