يحرص الموريتانيون على ممارسة العديد من العادات الاجتماعية في شهر رمضان، وخاصة المتعلقة بقيم التعاون والمودة والتواصل الاجتماعي، حيث يبدي المواطنون اهتماماً كبيراً بمساعدة الفقراء والمحتاجين ويقيمون موائد "إفطار الصائم" كما يحرصون على صلة الرحم وزيارة الجيران وإصلاح ذات البين.
ويحضر كثيرون الدروس الدينية التي يقيمها العلماء والأئمة في منازلهم أو في المساجد ودور الثقافة، وتكتظ باحات المساجد بالمصلين في التراويح، ويخرج لها النساء والأطفال، مما يضفي أجواء خاصة على ليالي الشهر، كما تنظم البلديات مسابقات لحفظ القرآن الكريم وسهرات المديح النبوي.
وتحتفل الأسر بتمكن أبنائها من حفظ القرآن الكريم كاملاً أو جزء منه في هذا الشهر، حيث يسلمهم شيوخ تحفيظ القرآن شهادة رسمية تُسمّى "إجازة الختمة".
وتشتهر "زغبة رمضان" بين الرجال والشباب في موريتانيا، حيث يقبل الجميع على حلق شعر الرأس أو تقصيره للتبرك بالشهر الكريم، ويقول عبد الله ولد سيدي لمين (39 سنة) إنّ حلاقة "زيرو" تنتشر بين الرجال في شهر رمضان تيمناً بقدوم الشهر الكريم، حيث يقبل غالبية الرجال على حلق شعر الرأس كاملاً أو تخفيفه احتراماً لعادة "زغبة رمضان" ورغبة في تغيير المظهر.
ويشير في حديثه لـ "العربي الجديد" إلى أن شراء الملابس التقليدية ضروري في رمضان من أجل الظهور في المناسبات الاجتماعية والزيارات العائلية في شكل يليق بقدسية الشهر.
وتسبب غلاء الأسعار واحتكار بعض المواد الأساسية في حرمان كثيرين من الاحتفال بشهر رمضان وفق ما يرغبون، خاصة أن الواجب الاجتماعي يفرض على الرجل مساعدة أهله وأصهاره في رمضان بشراء المؤونة.
ولجأ الموريتانيون إلى مراكز بيع المواد الغذائية بأسعار مخفضة ضمن ما يعرف بعملية رمضان التي أطلقتها الحكومة للتغلب على ارتفاع الأسعار ومضاربات التجار. ويشكو العديد من المواطنين من الاكتظاظ وطول الانتظار أمام دكاكين بيع المواد المخفضة، ورغم ذلك يجد كثيرون هذه الدكاكين أفضل وسيلة لشراء مؤونة رمضان.
وفي إطار سعي السلطات لاسترداد الدور العلمي المتميز الذي كانت تلعبه البلاد في نشر الإسلام في غرب أفريقيا، أطلقت وزارة الشؤون الإسلامية أنشطة البعثات الدعوية والعلمية إلى بعض الدول الأفريقية والأوروبية.