تتصاعد الضغوط على السلطة الفلسطينية للقبول بـ"صفقة القرن" التي تسعى الإدارة الأميركية لفرضها، في مقابل توجهات فلسطينية لكسر احتكار الرعاية الأميركية لعملية السلام.
واللافت أن الضغوط على رام الله تأتي من جهات عربية، خصوصاً السعودية، وباتت تتخذ شكلاً جديداً عنوانه الرئيس، إلى جانب الضغط على الفلسطينيين، نزع الوصاية الأردنية عن الأماكن الدينية في القدس المحتلة، عبر محاولة استمالة شخصيات دينية مقدسية رفيعة المستوى تؤيد وصاية الرياض، لكن هذا المخطط فشل، أقله مرحلياً، بعد انكشافه، بحسب ما أكدت شخصيات مقدسية تحدثت لـ"العربي الجديد".
ووفق تلك الشخصيات المقدسية، فإن جهات سعودية مقربة من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أجرت اتصالات مع شخصية دينية مقدسية لتشكيل وفد من رجال دين مسلمين ومسيحيين لمبايعة ولي العهد السعودي، بالولاية على الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، بديلاً عن الوصاية الأردنية.
وفي هذا الإطار، أكد مسؤول ملف القدس في حركة "فتح"، حاتم عبد القادر، أن الشخصية الدينية المقدسية كُلفت بالاتصال برجال دين مسيحيين لهذا الغرض، إلا أن ذلك لم يتحقق، خصوصاً بعد تسرب معلومات بهذا الشأن واضطرار تلك الشخصية لإبلاغ القيادة الفلسطينية بهذه التطورات، من دون أن يستبعد تورط أطراف في السلطة الفلسطينية بهذه المحاولات.
أما عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" سلوى هديب، فأكدت وجود ضغوط سعودية على القيادة الفلسطينية للقبول بما سمّته "صفعة القرن".
وأوضحت أن "هناك ضغوطاً سياسية ومالية، تشمل أيضاً نزع وصاية الأردن عن المقدسات"، مؤكدة أن "أي محاولة لإسقاط القدس والحديث عن بدائل لها كعاصمة، هي محاولة فاشلة، ولن نقبل بأي دور لولي عهد السعودية الذي لن يجد مقدسياً واحداً يجرؤ على مبايعته".