ينذر قرار وزارة الداخلية الأردنية بإغلاق معبر جابر الحدودي مع سورية، أمام حركة المسافرين ونقل البضائع، الذي دخل حيز التنفيذ أمس الأربعاء، في أعقاب سيطرة المعارضة على معبر (نصيب) في الجانب السوري، بتفاقم مشكلة قطاعي النقل والزراعة الأردنيين، نتيجة توقف صادرات الخضار الأردنية إلى سورية ولبنان.
ورغم تفهم نقيب أصحاب الشاحنات الأردنية، محمد الداود، للقرار الذي يأتي للحفاظ على أرواح السائقين وشاحناتهم، نتيجة لتردي الأوضاع الأمنية في الجانب السوري، فإنه عبر عن قلقه من أن يتحول هذا الإغلاق الذي أعلن أنه مؤقت إلى دائم، أو أن تطول مدة الإغلاق.
ويعد معبر "جابر" المعبر الرسمي الوحيد المتبقي للأردن مع سورية، بعد سيطرة "جبهة النصرة" وكتائب معارضة أخرى على معبر "الجمرك القديم"، في أكتوبر/تشرين الأول 2013.
وأعلنت المعارضة السورية، مساء أمس الأربعاء، سيطرتها الكاملة على المعبر المعروف في سورية باسم "معبر نصيب".
وأفاد الداود، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، بأن عدد الشاحنات الأردنية التي كانت تعمل في نقل البضائع إلى سورية قبل يوم من الإغلاق كان يتراوح بين 50 و60 شاحنة يوميا.
وأشار إلى أن الشاحنات الأردنية لم تكن تدخل إلى الأراضي السورية، حيث كانت تفرغ حمولتها في منطقة المعبر في شاحنات سورية تتولى نقل البضائع إلى الداخل السوري أو إيصالها إلى لبنان.
وأضاف الداود أن "إغلاق الحدود سيتسبب في تفاقم خسائر قطاع الشاحنات، والذي بلغت خسائره خلال سنوات الأزمة السورية أكثر من 150 مليون دينار أردني (نحو 210 ملايين دولار)".
وتابع: "4500 شاحنة أردنية أصبحت فائضة عن حاجة القطاع"، معبراً عن تخوفه من أن يؤدي ذلك إلى منافسة سلبية تنعكس على أسعار الأجور.
وأقر الناطق باسم وزارة الزراعة الأردنية، نمر حدادين، بتفاوت معدلات تصدير الخضار الأردني إلى سورية، أو إلى لبنان عبر سورية، خلال الفترة الماضية، ويكشف لـ"العربي الجديد" عن تصدير 400 طن قبل يوم واحد من قرار إغلاق الحدود، فيما سجلت أعلى نسبة تصدير يومي خلال الفترة الماضية بلغت 700 طن.
ولفت حدادين إلى أن صعوبات سيخلفها الإغلاق في حال امتد لفترة طويلة على السوق المحلي، في ظل زيادة الإنتاج، متحدثا عن إمكانية تعويض خسارة السوقين السورية واللبنانية من خلال الأسواق الخليجية.
ويبلغ معدل الصادرات اليومية، من الخضراوات الأردنية إلى الأسواق الخليجية ألف طن، حسب حدادين، الذي يعتقد بإمكانية زيادة الصادرات، نتيجة زيادة الطلب الخليجي المتوقع خلال الفترة القادمة، التي ستشهد انتهاء الموسم الزراعي في الدول الخليجية لبعض المنتجات الزراعية.
وكان مصدر رسمي أردني قال لـ"العربي الجديد" في أعقاب قرار إغلاق المعبر الحدودي، سالف الذكر، إن إعادة فتح الحدود مرهون بعودة حالة الاستقرار الأمني في الجانب السوري.